مفاتیح الشرائع جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 16

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الشهداء و أئمة الهدى، و سائر الجناتحولها و فيها عين التسنيم و فيها قصور الدرو الياقوت و الذهب فتهب ريح طيبة من تحتالعرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأذفر. وقال عبد اللّه بن عمرو: إن في الجنة قصرايقال له عدن، حوله البروج و له خمسة آلافباب على كل باب خمسة آلاف حرة، لا يدخلهإلا نبي أو صديق أو شهيد، و أقول حاصلالكلام إن في جنات عدن قولان: أحدهما: أنهاسم علم لموضع معين في الجنة، و هذهالأخبار و الآثار التي نقلناها تقوي هذاالقول. قال صاحب «الكشاف»: و عدن علم بدليلقوله: جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَالرَّحْمنُ [مريم: 61].

و القول الثاني:

أنه صفة للجنة قالالأزهري: العدن مأخوذ من قولك عدن فلانبالمكان إذا أقام به، يعدن عدونا. و العربتقول: تركت إبل بني فلان عوادن بمكان كذا،و هو أن تلزم الإبل المكان فتألفه و لاتبرحه، و منه المعدن و هو المكان الذي تخلقالجواهر فيه و منبعها منه، و القائلونبهذا الاشتقاق قالوا: الجنات كلها جناتعدن.

و النوع الثالث:

من المواعيد التي ذكرهااللّه تعالى في هذه الآية قوله: وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ و المعنىأن رضوان اللّه أكبر من كل ما سلف ذكره، واعلم أن هذا هو البرهان القاطع على أنالسعادات الروحانية أشرف و أعلى منالسعادات الجسمانية، و ذلك لأنه إما أنيكون الابتهاج بكون مولاه راضيا عنه، و أنيتوسل بذلك الرضا إلى شي‏ء من اللذاتالجسمانية أو ليس الأمر كذلك، بل علمهبكونه راضيا عنه يوجب الابتهاج و السعادةلذاته من غير أن يتوسل به إلى مطلوب آخر، والأول باطل، لأن ما كان وسيلة إلى الشي‏ءلا يكون أعلى حالا من ذلك المقصود، فلو كانالمقصود من رضوان اللّه أن يتوسل به إلىاللذات التي أعدها اللّه في الجنة منالأكل و الشرب لكان الابتهاج بالرضوانابتهاجا بحصول الوسيلة. و لكان الابتهاجبتلك اللذات ابتهاجا بالمقصود، و قد ذكرناأن الابتهاج بالوسيلة لابد و أن يكون أقلحالا من الابتهاج بالمقصود. فوجب أن يكونرضوان اللّه أقل حالا و أدون مرتبة منالفوز بالجنات و المساكن الطيبة، لكنالأمر ليس كذلك، لأنه تعالى نص على أنالفوز بالرضوان أعلى و أعظم و أجل و أكبر،و ذلك دليل قاطع على أن السعاداتالروحانية أكمل و أشرف من السعاداتالجسمانية.

و اعلم أن المذهب الصحيح الحق وجوبالإقرار بهما معا كما جمع اللّه بينهما فيهذه الآية. و لما ذكر تعالى هذه الأمورالثلاثة قال: ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ و فيه وجهان: الأول: أن الإنسانمخلوق من جوهرين، لطيف علوي روحاني، وكثيف سفلي جسماني و انضم إليهما حصولسعادة و شقاوة، فإذا حصلت الخيراتالجسمانية و انضم إليها حصول السعاداتالروحانية كانت الروح فائزة بالسعاداتاللائقة بها، و الجسد واصلا إلى السعاداتاللائقة به، و لا شك أن ذلك هو الفوزالعظيم. الثاني: أنه تعالى بين في وصفهالمنافقين أنهم تشبهوا بالكفار الذينكانوا قبلهم في التنعم بالدنيا و طيباتها.ثم إنه تعالى بين في هذه الآية وصف ثوابالمؤمنين، ثم قال: ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ و المعنى: أن هذا هو الفوزالعظيم، لا ما يطلبه المنافقون و الكفارمن التنعم بطيبات الدنيا. و روي أنه تعالىيقول لأهل الجنة: «هل رضيتم؟ فيقولون و مالنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحدا منخلقك، فيقول أما أعطيكم أفضل من ذلك،قالوا و أي شي‏ء أفضل من ذلك. قال أحلعليكم رضوانى فلا أسخط عليكم أبدا»

/ 177