آية 10 - 11 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد ورد في الحديث: (لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا
أحببته كنت سمعه الذي به يسمع، وبصره الذي به يبصر، ولسانه الذي به يتكلم،
ويده التي بها يبطش، ورجله التي بها يمشي) فخداعهم لله وللمؤمنين إظهار الإيمان
والمحبة، واستبطان الكفر والعداوة، وخداع الله والمؤمنين إياهم مسالمتهم وإجراء
أحكام الإسلام عليهم بحقن الدماء وحصن الأموال وغير ذلك، وادخار العذاب الأليم
والمآل الوخيم، وسوء المغبة لهم وخزيهم في الدنيا لافتضاحهم بإخباره تعالى
وبالوحي عن حالهم لكن الفرق بين الخداعين أن خداعهم لا ينجح إلا في أنفسهم
بإهلاكها وتحسيرها وإيراثها الوبال والنكال بازدياد الظلمة والكفر والنفاق واجتماع
أسباب الهلكة والبعد والشقاء عليها، وخداع الله يؤثر فيهم أبلغ تأثير ويوبقهم أشد
إيباق، كقوله تعالى (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين: [آية 54] [آل عمران، الآية:
54] وهم من غاية تعمقهم في جهلهم لا يحسون بذلك الأمر الظاهر.

آية 10 - 11

(في قلوبهم مرض) أي شك ونفاق تنكير المرض. وإيراد الجملة الظرفية
إشارة إلى عروض المرض واستقراره ورسوخه فيها كما أشرنا إليه في التقسيم، وإلا
لقال قلوبهم مرضى أو موتى. (فزادهم الله مرضا) أي: آخر حقدا وحسدا وغلا
بإعلاء كلمة الدين، ونصرة الرسول والمؤمنين، والرذائل كلها أمراض القلوب لأنها
أسباب ضعفها وآفتها في أفعالها الخاصة، وهلاكها في العاقبة. وفرق بين العذابين
بالألم للمنافقين، والعظم للكافرين، لأن عذاب المطرودين في الأزل أعظم فلا
يجدون شدة ألمه لعدم صفاء إدراك قلوبهم، كحال العضو الميت، أو المفلوج
والخدل بالنسبة إلى ما يجري عليه من القطع والكي وغير ذلك من الآلام. وأما
المنافقون فلثبوت استعدادهم في الأصل وبقاء إدراكهم يجدون شدة الألم فلا جرم كان
عذابهم مؤلما مسببا عن المرض العارض المزمن الذي هو الكذب ولواحقه.

وإذا نهوا عن الإفساد في الأرض، أي في الجهة السفلية التي هي النفوس وما
يتعلق بها من المصالح بتكدير النفوس، وتهييج الفتن والحروب، والعداوة والبغضاء
بين الناس، أنكروا وبالغوا في إثبات الإصلاح لأنفسهم، إذ يرون الصلاح في تحصيل
المعاش وتيسير أسبابه، وتنظيم أمور الدنيا لأنفسهم خاصة، لتوغلهم في محبة الدنيا
وانهماكم في اللذات البدنية، واحتجابهم بالمنافع الجزئية، والملاذ الحسية عن
المصالح العامة الكلية، واللذات العقلية، وبذلك يتيسر مرادهم، ويتسهل مطلوبهم
وهم لا يحسون بإفسادهم المدرك بالحس.

/ 388