تفسير سورة الإسراء من آية 88 إلى آية 99 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الإسراء من آية 88 إلى آية 99

(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله)
لكون الاستعداد الكامل الحامل له مخصوصا بك وأنت قطب العالم يرشح إليهم ما
يطفح منك فلا يمكنهم الإتيان بمثله ولا يطيقون حمله، ولهذا المعنى أبى أكثرهم
(إلا كفورا) واقترحوا الآيات الجسمانية المناسبة لاستعدادهم وإدراكهم كتفجير العيون
من الأرض وجنة النخيل والأعناب وإسقاط السماء عليهم كسفا والرقي فيها والإتيان
بالملائكة وسائر الممتنعات المتخيلة وأجيبوا بقوله:
(قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين)

أي: ما أمكن نزول الملائكة
مع كونهم نفوسا مجردة على الهيئة الملكية في الأرض، بل لو نزلت لم ينزلوا إلا
متجسدين، كما قال: (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما
يلبسون (9) [الأنعام، الآية: 9] وإلا لم يمكنكم إدراكهم فبقيتم على إنكاركم، وإذا
كانوا مجسدين ما صدقتم كونهم ملائكة فشأنكم الإنكار على الحالين بل على أي حال
كان كإنكار الخفاش ضوء الشمس.

(ومن يهد الله) بمقتضى العناية الأزلية في الفطرة الأولى بنوره (فهو المهتد)
خاصة دون غيره (ومن يضلل) بمنع ذلك النور عنه (فلن تجد لهم) أنصارا يهدونه
(من دونه) أو يحفظونه من قهره (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم) أي: ناكسي
الرؤوس لانجذابهم إلى الجهة السفلية أو على وجوداتهم وذواتهم التي كانوا عليها في
الدنيا كقوله: '' كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تبعثون '' إذ الوجه يعبر به عن الذات
الموجودة مع جميع عوارضها ولوازمها أي على الحالة الأولى من غير زيادة ونقصان
(عميا) عن الهدى، كما كانوا في الحياة الأولى (وبكما) عن قول الحق، لعدم
إدراكهم المعنى المراد بالنطق إذ ليسوا ذوي قلوب يفهم بها ويفقه، فكيف التعبير عما لم
يفهم (وصما) عن سماع المعقول، لعدم الفهم أيضا، فلا يؤثر فيهم موجب الهداية لا من
جهة الفهم من الله تعالى بالإلهام ولا من طريق السمع من كلام الناس ولا من طريق البصر
بالاعتبار (كلما خبت زدناهم سعيرا) كقوله: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)
[الأنعام، الآية: 56] بل أبلغ منه ذلك بسبب احتجابهم عن صفاتنا خصوصا قدرتنا على
البعث وإنكارهم له. أنكروا ما استدلوا بخلق السماوات والأرض على القدرة.

/ 388