تفسير سورة يوسف من آية 99 إلى آية 105 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة يوسف من آية 99 إلى آية 105

ودخولهم على يوسف هو وصولهم إلى مقام الصدر حال الاستقامة. ودخولهم
مصر كون الكل في حضرة الجمعية الإلهية الواحدية مع تفاضل مراتبهم في عين جمع
الوحدة. ورفع أبويه على العرش عبارة عن ارتفاع مرتبتي العقل والنفس عن مراتب
سائر القوى وزيادة قربهما إليه وقوة سلطنتهما عليها. وخرورهم له سجدا عبارة عن
انقياد الكل وطاعتهم له بالأمر الوحداني بلا فعل حركة بأنفسهم بحيث لا يتحرك منها
شعر ولا ينبض لها عرق إلا بالله. وتأويل رؤياه صورة ما تقرر في استعداده الأول من
قبول هذا الكمال.

(قد جعلها ربي حقا) أخرجها من القوة إلى الفعل (وقد أحسن بي) بالبقاء
بعد الفناء (إذ أخرجني من) سجن الخلوة التي كنت فيها محجوبا عن شهود الكثرة
في عين الوحدة ومطالعة الجمال في صفات الجلال (وجاء بكم من) بدو خارج
مصر الحضرة الإلهية (من بعد أن نزغ) شيطان الوهم (بيني وبين إخوتي) بتحريضه
إياهم على إلقائي في قعر بئر الطبيعة، بانهماكهم وتهالكهم على اللذات البدنية (إن ربي لطيف) يلطف بأحبابه بتوفيقهم للكمال وتدبير أمورهم بحسب مشيئته الأزلية
وعنايته القديمة (إنه هو العليم) بما في الاستعدادات (الحكيم) بترتيب أسباب
الكمال وتوفيق المستعد للوصول إليه.

(رب قد آتيتني من الملك) أي: من توحيد الملك الذي هو توحيد الأفعال
(وعلمتني من تأويل الأحاديث) أي: معاني المغيبات وما يرجع إليه صورة الغيب،
وهو من باب توحيد الصفات. (فاطر) سماوات الصفات في مقام القلب وأرض
توحيد الأفعال في مقام النفس (أنت وليي) بتوحيد الذات في دنيا الملك وآخرة
الملكوت (توفني مسلما) أفنني عني في حالة كوني منقادا لأمرك لا طاغيا ببقاء الأنية
(وألحقني بالصالحين) الثابتين في مقام الاستقامة بعد الفناء في التوحيد.

/ 388