تفسير سورة النساء من آية 2 إلى آية 30
صفحة فارغة
من آية 18 إلى آية 30
(وآتوا اليتامى) يتامى قواكم الروحانية، المنقطعين عن تربية الروح القدسيالذي هو أبوهم (أموالهم) أي: معلوماتهم وكمالاتهم، وربوهم بها (ولا تتبدلوا الخبيث) من المحسوسات والخياليات والوساوس ودواعي الوهم وسائر قوى النفس
التي هي أموالها (بالطيب) من أموالهم (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) أي: لا
تخلطوها بها، فيشتبه الحق بالباطل وتستعملوها في تحصيل لذاتكم الحسية وكمالاتكم
النفسية، فتنتفعوا بها في مطالبكم الخسيسة الدنيوية وتجعلوها غذاء نفوسكم (إنه كان حوبا كبيرا) حجبة وحرمانا.
تفسير سورة النساء من آية 31 إلى آية 36
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) من إثبات الغير في الوجود الذي هو الشركذاتا وصفة وفعلا، فإن أكبر الكبائر إثبات وجود غير وجوده تعالى كما قيل:
* وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
*
ثم إثبات الإثنينية في الذات بإثبات زيادة الصفات عليها، كما قال أمير المؤمنين
عليه السلام. وكما قال: '' الإخلاص له نفي الصفات عنه ''.(نكفر عنكم سيئاتكم) بظهور النفس والقلب بصفة من صفاتها أحيانا، فإنها
بعد ظهور نور التوحيد لا تثبت (وندخلكم مدخلا كريما) أي: حضرة عين الجمع لا
كرم إلا فيها (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) من الكمالات المرتبة
بحسب الاستعدادات الأولية، فإن كل استعداد يقتضي بهويته في الأزل كمالا وسعادة
تناسبه، وحصول ذلك الكمال الخاص لغيره محال. ولذلك ذكر بلفظ التمني الذي هو
طلب ما يمتنع حصوله للطالب لامتناع سببه (للرجال) أي: الأفراد الواصلين (نصيب مما اكتسبوا) بنور استعدادهم الأصلي (وللنساء) أي: الناقصين القاصرين عن
الوصول (نصيب مما اكتسبن) بقدر استعدادهن (واسألوا الله من فضله) أي: اطلبوا
منه إفاضة كمال يقتضيه استعدادكم بالتزكية والتصفية حتى لا يحول بينكم وبينه