تفسير سورة التوبة من آية 20 إلى آية 33 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا) أي: هذه براءة إليهم
إلا الذين بقيت فيهم مسكة الاستعداد وأثر سلامة الفطرة فلم يقدموا على نقض العهد
لبقاء المروءة فيهم الدالة على سلامة الفطرة وبقائهم على عهد الله السابق بوجود
الاستعداد وإمكان الرجوع إلى الوحدة. (ولم يظاهروا عليكم أحدا) لبقاء الوصلة
الأصلية والمودة الفطرية بينكم وبينهم وعدم ظهور العداوة الكسبية (فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم) أي: مدة تراكم الرين وتحقق الحجاب إن لم يرجعوا أو يتوبوا
(إن الله يحب المتقين) الذين اجتنبوا الرذائل خصوصا نقض العهد الذي هو أم
الرذائل ظاهرا وباطنا.

تفسير سورة التوبة من آية 20 إلى آية 33

(الذين آمنوا) علما (وهاجروا) الرغائب الحسية والمواطن النفسية بالسلوك في
سبيل الله وجاهدوا بأموال معلوماتهم ومراداتهم ومقدوراتهم بمحو صفاتهم في صفات
الله (وأنفسهم) بإفنائها في ذات الله (أولئك أعظم درجة) في التوحيد (عند الله).
(يبشرهم ربهم برحمة) ثواب الأعمال (ورضوان) الصفات (وجنات) من
الجنان الثلاثة (لهم فيها نعيم) شهود الذات (مقيم) ثابت أبدا.

(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم) إلى آخره، أي: لا يترجح فيكم جهة
القرابة الصورية والوصلة الطبيعية على جهة القرابة المعنوية والوصلة الحقيقية فيكون
بينكم وبين من آثر الاحتجاب على الكشف من أقربائكم ولاية مسببة عن الاتصال
الصوري مع فقد الاتصال المعنوي واختلاف الوجهة الموجب للقطيعة المعنوية
والعداوة الحقيقية، فإن ذلك من ضعف الإيمان ووهن العزيمة، بل قضية الإيمان
بخلاف ذلك.

قال الله تعالى: (والذين آمنوا أشد حبا لله) [البقرة، الآية: 165].

وقال
بعض الحكماء: الحق حبيبنا والخلق حبيبنا، فإذا اختلفا فالحق أحب إلينا.

(قل إن) كانت هذه القرابات الصورية والمألوفات الحسية (أحب إليكم من الله ورسوله) فقد ضعف إيمانكم ولم يظهر أثره في نفوسكم وعلى جوارحكم لتنقاد
بحكمه وذلك لوقوفكم مع الآثار الناسوتية الموجب للعذاب والحجاب (فتربصوا حتى يأتي الله) بعذابه. وكيف لا، وأنتم تسلكون طريق الطبيعة وتنقادون بحكمها مكان
سلوك طريق الحق والانقياد لأمره؟ وذلك فسق منكم، والفاسق محجوب عن الله لا
يهديه إليه لعدم توجهه وإرادته بل لإعراضه وتوليه، فهو يستحق العذاب والخذلان
والحجاب والحرمان.

/ 388