تفسير سورة آل عمران من آية 113 إلى 117 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة آل عمران من آية 113 إلى 117

(ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) أي: بالله، ثم وصفهم بأحوال أهل
الاستقامة، أي منهم أهل التوحيد والاستقامة (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه) أي:
كل ما يصدر منكم مما يقربكم عند الله يتصل به جزاؤه ومنه لن تحرموا شيئا منه. قال
الله تعالى: '' من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه
باعا، ومن أتاني مشيا أتيته هرولة ''.... الحديث. وقال تعالى: '' أنا جليس من ذكرني،
وأنيس من شكرني، ومطيع من أطاعني '' أي: كما أطعتموه بتصفية الاستعداد والتوجه
نحوه، أطاعكم بإفاضة الفيض على حسبه والإقبال إليكم (والله عليم) بالذين اتقوا ما
يحجبهم عنه فيتجلى لهم بقدر زوال الحجاب.

(مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا) الفانية ولذاتها السريعة الزوال، طلبا
للشهوات أو رياء وسمعة في المفاخر، وطلب محمدة الناس، لا يطلبون به وجه الله،
وما تهلكه وتفنيه بالكلية من ريح هوى النفس التي فيها برد دنياتكم الفاسدة وأغراضكم
الباطلة كالرياء ونحوه (كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم) بالشرك
والكفر (فأهلكته) عقوبة من الله لظلمهم (وما ظلمهم الله) بإهلاك حرثهم (ولكن)
كانوا أنفسهم يظلمون لأنه مسبب عن ظلمهم، كما قيل: مهلا فيداك، وكتا وفوك
نفخ.

تفسير سورة آل عمران آية 118

(لا تتخذوا بطانة من دونكم) بطانة الرجل صفيه وخليصه الذي يبطنه ويطلع
عليه أسراره، ولا يمكن وجود مثل هذا الصديق إلا إذا اتحدا في المقصد واتفقا في
الدين والصفة، متحابين في الله لا لغرض كما قيل في الأصدقاء: نفس واحدة في
أبدان متفرقة، فإذا كان من غير أهل الإيمان فبأن يكون كاشحا أحرى. ثم بين نفاقه
واستبطانه العداوة بقوله: (لا يألونكم خبالا) إلى آخره، إذ المحبة الحقيقية الخالصة
لا تكون إلا بين الموحدين، لكونها ظل الوحدة فلا تكون بين المحجوبين لكونهم في
عالم التضاد والظلمة.

فأين الصفاء والوفاق في عالمهم؟ بل ربما تتآلفهم الجنسية
العامة الإنسانية لاشتراكهم في النوع والمنافع والملاذ واحتياجهم إلى التعاون فيها، فإذا
لم تتحصل أغراضهم من النفع واللذة تهارشوا وتباغضوا وبطلت الإلفة التي كانت
بينهم، لكونها مسببة عن أمر قد تغير إذ النفس منشأ التغير والمنافع الدنيوية لا تبقى
بحالها، واللذات النفسانية سريعة الانقضاء فلا تدوم المحبة عليها بخلاف المحبة
الأولى، فإنها مستندة إلى أمر لا تغير فيه أصلا، هذا إذا كانت فيما بينهم، فكيف إذا
كانت بينهم وبين من يخالفهم في الأصل والوصف؟ وأنى يتجانس النور والظلمة؟

/ 388