تفسير سورة النحل من آية 91 إلى آية 98 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة النحل من آية 91 إلى آية 98

(وأوفوا بعهد الله) الذي هو تذكر العهد السابق وتجديده بالعقد اللاحق بالبقاء
على حكمه في الإعراض عن الغير والتجرد عن العوائق والعلائق في التوجه إليه (إذ
عاهدتم) أي: تذكرتموه بإشراق نور النبي عليكم وتذكيره إياكم.

(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى) أي: عملا يوصله إلى كماله الذي يقتضيه استعداده، إذ الصلاح في
الشخص توجهه إلى كماله أو كونه على ذلك الكمال، والفساد بالضد وفي العمل كونه
وصلة وسيلة إليه من صاحب قلب بالغ إلى كمال الرجولية أو صاحب نفس قابلة لتأثير
القلب مستفيضة منه (وهو مؤمن) أي: معتقد للحق اعتقادا جازما، إذ صلاح العمل
مشروط بصحة الاعتقاد وإلا لم يتصور كماله على ما هو عليه ولم يعتقده على الوجه
الذي ينبغي فلم يمكنه عمل يوصله إليه فلا يكون ما يعمله صالحا حينئذ في الحقيقة.

وإن كان في صورة الصلاح (فلنحيينه حياة طيبة) أي: حياة حقيقية لا موت بعدها
بالتجرد عن المواد البدنية والانخراط في سلك الأنوار السرمدية، والتلذذ بكمالات
الصفات في مشاهدات التجليات الأفعالية والصفاتية (ولنجزينهم أجرهم) من جنان
الأفعال والصفات (بأحسن ما كانوا يعملون) إذ عملهم يناسب صفاتهم التي هي
مبادئ أفعالهم وأجرهم يناسب صفاتنا التي هي مصادر أفعالنا، فانظر كم بينهما من
التفاوت في الحسن.

(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) فادرج عن مقام النفس بالعروج
إلى جناب القدس، فإن النفس مأوى كل كدورة ومنبع كل رجس تناسب وساوس
الشيطان، وتجردها بأحاديثها، فإن ارتقيت من مقرها لم يكن للشيطان عليك سلطان
لأنه لا يطيق نور حضور الحق وحضرة القلب مهبط أنواره وجناب صفاته المقدسة
ومحل تجلياته النورية، فعذ إليها وعذ بنور الله فيها تستحكم بنيان إيمانك باليقين.

/ 388