ولعمري إن هذا العذاب أعز من الكبريت الأحمر. وأما الرحمة فلا يخلو من
حظ منها أحد (فسأكتبها) تامة كاملة رحيمية كتبة خاصة (للذين يتقون) الحجب
كلها ويفيضون مما رزقوا من الأموال والأخلاق والعلوم والأحوال على مستحقيها
(والذين هم) بجميع صفاتنا يتصفون وهم (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) في
آخر الزمان، أي: المحمديون الذين اتبعوا في التقوى وصفه بقوله تعالى له: (وما
رميت إذ رميت ولكن الله رمى) [الأنفال، الآية: 17]، وبقوله تعالى: (وما ينطق عن
الهوى (3) [النجم، الآية: 3]، وقوله تعالى: (ما زاغ البصر وما طغى (17) [النجم، الآية:
17].
وفي إيتاء الزكاة قوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر (10) وأما بنعمة ربك
فحدث (11) [الضحى، الآية: 10 - 11]، وفي الإيمان بالآيات قوله صلى الله عليه وسلم: '' أوتيت
جوامع الكلم، وبعثت لأتمم مكارم الأخلاق ''.
تفسير سورة الأعراف من آية 159 إلى آية 178
(ومن قوم موسى أمة) أي: أولئك المتبعون هم المفلحون بالرحمة التامة، وأمةمن قوم موسى موحدون (يهدون) الناس (بالحق) لا بأنفسهم (وبه يعدلون) بين
الناس في حال الاستقامة والتمكين (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) ما كان إلا كحال الإسلاميين من أهل زماننا في اجتماع أنواع
الحظوظ النفسانية من المطاعم والمشارب والملاهي والمناكح ظاهرة في الأسواق
والمواسم والشوارع والمحافل يوم الجمعات دون سائر الأيام، وما ذلك إلا ابتلاء من
الله بسبب الفسق.