تفسير سورة هود من آية 118 إلى آية 119 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولما كانت القوى الطبيعية المدبرة لأمر
الغذاء سلطانها في الليل وهي تجذب النفس إلى تدبير البدن بالنوم عن عالمها
الروحاني وتحجزها عن شأنها الخاص بها الذي هو مطالعة الغيب ومشاهدة عالم
القدس يشغلها باستعمال آلات الغذاء لعمارة الجسد، فتسلبها اللطافة والطراوة
وتكدرها بالغشاوة.

واحتيج إلى تلطيفها وتصفيتها باليقظة وتنويرها وتطريتها بالصلاة
فقال: (وزلفا من الليل) ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المذكورة
وإذهاب السيئات بالحسنات تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله في الصفاء
والجمعية والأنس والذوق (واصبر) بالله في الاستقامة ومع الله في الحضور في
الصلاة وعدم الركون إلى الغير (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) الذين يشاهدونه في
حال القيام بحقوق الاستقامة ومراعاة العدالة والقيام بشرائط التعظيم في العبادة.

تفسير سورة هود من آية 118 إلى آية 119

(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة) متساوية في الاستعداد متفقة على دين
التوحيد ومقتضى الفطرة (ولا يزالون مختلفين) في الوجهة والاستعداد (إلا من رحم
ربك) بهدايته إلى التوحيد وتوفيقه للكمال، فإنهم متفقون في المذهب والمقصد
وموافقون في السيرة والطريقة، قبلتهم الحق، ودينهم التوحيد والمحبة (ولذلك)
الاختلاف (خلقهم) ليستعد كل منهم لشأن وعمل، ويختار بطبعه أمرا وصنعة،
ويستتب بهم نظام العالم، ويستقيم أمر المعاش، فهم محامل لأمر الله حمل عليهم
حمول الأسباب والأرزاق وما يتعيش به الناس، ورتب بهم قوام الحياة الدنيا كما أن
الفئة المرحومة مظاهر لكماله، أظهر الله بهم صفاته وأفعاله وجعلهم مستودع حكمه
ومعارفه وأسراره. (وتمت كلمة ربك) أي: أحكمت وأبرمت وثبتت وهي هذه
(لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) لأن جهنم رتبة من مراتب الوجود لا يجوز
في الحكمة تعطيلها وإبقاؤها في كتم العدم مع إمكانها.

تفسير سورة هود من آية 120 إلى آية 123

(وكلا نقص عليكم من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) أي: لما أطلعناك على
مقاساتهم الشدائد من أمتهم مع ثباتهم في مقام الاستقامة وعدم مزلتهم عنه وعلى
معاتباتهم عند تلويناتهم وظهور شيء من بقياتهم كما في قصة نوح عليه السلام من
سؤال إنجاء الولد، وعلى قوة ثباتهم وشجاعتهم في يقينهم وتوكلهم كما في قصة هود
عليه السلام من قوله: (إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون) [هود، الآية: 54]
إلى قوله: (على صراط مستقيم) [هود، الآية: 56]، وعلى كمال كرمهم وفضيلتهم في
العتو كما في قصة لوط عليه السلام من تفدية البنات لحفظ الأضياف من السوء، ثبت
قلبك في ذلك كله واستحكمت استقامتك وقوي تمكينك بذهاب آثار التلوين عنك
وقوي توكلك ورضاك ويقينك وشجاعتك، وكمل خلقك وكرمك (وجاءك في هذه)
السورة (الحق) أي: ما يتحقق به اعتقاد المؤمنين (وموعظة) لهم يحترزون بها عما
أهلك به الأمم، وتذكير لما يجب أن يتدينوا به ويجعلوه طريقهم وسيرتهم والله أعلم.

/ 388