تفسير سورة الرعد من آية 15 إلى آية 17 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(فيصيب بها من يشاء) من
عباده المحوبين والمحبين العشاق المشتاقين (وهم يجادلون في الله) بالتفكر في
صفاته والنظر العقلي في إثباته وما يجب له ويمتنع عليه من الصفات (وهو شديد
المحال) القوي في رفع الحيل العقلية في الإدراك وطمس نور بصيرته بالتجلي
وإحراقه بنور العشق.

(له دعوة الحق) أي: الدعوة الحقية التي ليست بالباطل له لا لغيره يدعو نفسه
فيستجيب كما قال تعالى: (ألا لله الدين الخالص) [الزمر، الآية: 3] أي: الدين الخالص
ليس إلا دينه ومعناه: أن الدعوة الحقة الحقيقية بالإجابة هي دعوة الموحد الفاني عن
نفسه، الباقي بربه، وكذا الدين الخالص دينه.

والدعاة القائمون بأنفسهم لا يدعون إلا
من تصوروه ونحتوه في خيالهم فلا يستجاب لهم إلا كاستجابة الجماد الذي يطلب منه
الشيء، ولعمري إنه لا يدعو الله إلا الموحد وغيره يدعو الغير الموهوم الذي لا قدرة
له ولا وجود فلا استجابة، وهو الذي حجب استعداده بصفات نفسه فلا يعلم ما
استحقه فضاع دعاؤه ولا يكون مثل هذا الدعاء إلا في ضياع أو دعوة الحق جل
وعلا، لا تكون إلا له، أو دعوة المدعو الذي هو الحق هي الدعوة المختصة بذاته لا
يدعى بها غيره من أسمائه وصفاته والواصفيون الذين يدعون أسماءه وصفاته من دون
ذاته لا يستجيبهم المدعو إلا استجابة كاستجابة داعي الماء بالإشارة لكونهم محجوبين
(وما دعاء) المحجوبين (إلا في) ضياع.

تفسير سورة الرعد من آية 15 إلى آية 17

(ولله) ينقاد (من في السماوات والأرض) من الحقائق والروحانيات كأعيان
الجواهر وملكوت الأشياء (وظلالهم) أي: هياكلهم وأجسادهم التي هي أصنام تلك
الروحانيات وظلالها، ولهذا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السجدة: '' سجد لك وجهي،
وسوادي، وخيالي '' أي: حقيقة ذاتي وسواد شخصي وخيال نفسي، أي: وجودي
وعيني وشخصي (طوعا وكرها) أي: شاؤوا أو أبوا، والمعنى يلزمهم ذلك
اضطرارا، لأن بعضهم طائع وبعضهم كاره (بالغدو والآصال) أي: دائما (قل
أفاتخذتم من دونه) أي: من كل ما عداه كائنا من كان (أولياء لا يملكون لأنفسهم
نفعا ولا ضرا) إذ القادر المالك هو الله لا غير.

/ 388