تفسير سورة يونس من آية 26 إلى آية 35 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تمتعات طبيعية ولذات حيوانية تنقضي بانقضاء الحياة الحسية التي مثلها في سرعة
الزوال وقلة البقاء هذا المثل الذي مثل به من تزين الأرض بزخرفها من ماء المطر ثم
فسادها ببعض الآفات سريعا قبل الانتفاع بنباتها ثم تتبعها الشقاوة الأبدية والعذاب
الأليم الدائم. وفي الحديث: أسرع الخير ثوابا صلة الرحم، وأعجل الشر عقابا البغي
واليمين الفاجرة، لأن صاحبه تتراكم عليه حقوق الناس فلا تحتمل عقوبته المهل
الطويل الذي يحتمله حق الله تعالى. وقد سمعت بعض المشايخ يقول: قلما يموت
الظالم حتف أنفه وقلما يبلغ الفاسق أوان الشيخوخة، وذلك لمبارزتهما لله تعالى في
هدم النظام المصروف عنايته تعالى إلى ضبطه ومخالفتهما إياه في حكمته وعدله.

(والله يدعو إلى دار السلام) يدعو الكل إلى دار سلام العالم الروحاني الذي لا
آفة فيه ولا نقص ولا فقر ولا فناء بل فيه السلامة عن كل عيب والأمان من كل خوف
(ويهدي من يشاء) من جملتهم من أهل الاستعداد (إلى صراط) الوحدة.

تفسير سورة يونس من آية 26 إلى آية 35

(للذين أحسنوا) أي: جاؤوا بما يحسن به حالهم من خير فعلي أو قولي أو
علمي مما هو سبب كمالهم المثوبة (الحسنى) من الكمال الذي يفيض عليهم بسبب
ذلك الخير (وزيادة) مرتبة مما كان قبله بالترقي أو زيادة في استعداد قبول الخيرات
والكمالات بانضمام هذا الكمال والنور الفائض عليهم إلى استعدادهم الأول على ما
ذكر (ولا يرهق) وجوه قلوبهم غبار من كدورات صفات النفس وقيام غلباتها (ولا ذلة) من ميل قلوبهم إلى الجهة السفلية.

(أولئك أصحاب الجنة) التي يقتضيها حالهم وارتقاؤهم من الجنان المذكورة
(هم فيها خالدون) (والذين كسبوا) أجناس (السيئات) من أعمال وأقوال وعقائد
تحجب استعدادهم عن قبول الكمال (جزاء سيئة بمثلها) من الهيئة التي ارتكبت على
قلوبهم من سيئاتهم فمنعتها الصفاء والنور (وترهقهم ذلة) الميل إلى الجهة السفلية
(ما لهم من الله من عاصم) يعصمهم من تلك الذلة والخذلان لوجود الحجاب وعدم
قبول هذه العصمة لثبوت الكدورة (كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل) لفرط
ارتكاب الهيئة المظلمة من الميول الطبيعية والأعمال الردية عليها. (أولئك أصحاب النار) التي يقتضيها حالهم في التسفل من نيران الآثار والأفعال.

/ 388