آية 162 - 164 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

آية 162 - 164

(خالدين فيها) لطموس استعدادهم وانطفاء نور فطرتهم (لا يخفف عنهم
العذاب) لرسوخ هيئاتهم المعذبة في جواهر نفوسهم (ولا هم ينظرون) للزوم تلك
الهيئات المظلمة إياهم (وإلهكم إله واحد) ومعبودكم الذي خصصتموه بالعبادة أيها
الموحدون معبود واحد بالذات، واحد مطلق لا شيء في الوجود غيره، ولا موجود
سواه فيعبد، فكيف يمكنكم الشرك به وغيره لعدم البحث فلا شرك إلا للجهل به.

(الرحمن) الشامل الرحمة لكل موجود (الرحيم) الذي يخص رحمة هدايته
بالمؤمنين الموحدين وهي أول آية نزلت في التوحيد بحسب الرتبة، أي: أقدم توحيد
من جهة الحق لا من جهتنا.

فإن أول التوحيد من طرفنا توحيد الأفعال وهذا هو، توحيد الذات ولما بعد هذا التوحيد عن مبالغ أفهام الناس تنزل إلى مقام توحيد
الأفعال ليستدل به عليه فقال:
(إن في خلق السماوات والأرض) إلى آخره، أي: أن في إيجاد سماوات
الأرواح والقلوب والعقول وأرض النفوس (واختلاف) النور والظلمة بينهما وفلك
البدن التي تجري في بحر الجسم المطلق (بما ينفع الناس) في كسب كمالاتهم (وما أنزل الله من السماء) أي: الروح من ماء العلم (فأحيا به) أرض النفس بعد موتها
بالجهل (وبث فيها من كل دابة) القوى الحيوانية الحية بحياة القلب (وتصريف)
عصوف زيادة الأفعال الحقانية، وسحاب تجلي الصفات الربانية المسخر المهيأ بين
سماء الروح وأرض النفس (لآيات) لدلائل (لقوم يعقلون) بالعقل المنور بنور
الشرع، المجرد عن شوب الوهم.

آية 165

(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) أي: من يعبد من
دون الله أشياء إما أناسي من جنسهم كالأزواج، والأولاد، والآباء، والأجداد،
والإخوان، والأحباب، والرؤساء، والملوك، وغيرهم. وإما غير أناسي كالحيوانات،
والجمادات، وسائر أموالهم، بالإقبال عليهم والتوجه نحوهم، ومراعاتهم، وحفظهم،
والاهتمام بهم وبحالهم، والتفكر في بابهم، يحبونهم كحب الله، أي: كما يجب أن
يحب الله، فتكون تلك الأشياء عندهم مساوية في المحبة مع الله فتكون أندادا أو
شركاء لله بالنسبة إليهم، أو تكون هي محبوباتهم ومعبوداتهم لا غير، فهي آلهتهم كما
أن الله إله الخلق فهم جعلوا لأنفسهم آلهة أندادا لإله سائر الخلق، إله العالمين.

(والذين آمنوا أشد حبا لله) من غيره لأنهم لا يحبون إلا الله، لا يختلط حبهم
له بحب غيره ولا يتغير، ويحبون الأشياء بمحبة الله ولله، وبقدر ما يجدون فيها من
الجهة الإلهية كما قال بعضهم:

(الحق حبيبنا، والخلق حبيبنا وإذا اختلفا فالحق أحب
إلينا)

/ 388