فسير سورة الأنفال من آية 34 إلى آية 40 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) لأن العذاب صورة الغضب وأثره فلا يكون
إلا من غضب النبي أو من غضب الله المسبب من ذنوب الأمة، والنبي صلى الله عليه وسلم
كان صورة الرحمة لقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 107) [الأنبياء،
الآية: 107] ولهذا إذ كسروا رباعيته قال صلى الله عليه وسلم: '' اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ''،
ولم يغضب كما غضب نوح عليه السلام، وقال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين
ديارا) [نوح، الآية: 26] فوجوده فيهم مانع من نزول العذاب، وكذا وجود الاستغفار.

فإن السبب الأولي للعذاب لما كان وجود الذنب، والاستغفار مانع من تراكم الذنب وثباته
بل يوجب زواله فلا يتسبب لغضب الله، فما دام الاستغفار فيهم فهم لا يعذبون.

فسير سورة الأنفال من آية 34 إلى آية 40

(وما لهم ألا يعذبهم الله) أي: ليس عدم نزول العذاب لعدم استحقاقهم لذلك
بحسب أنفسهم، بل إنهم مستحقون بذواتهم لصدورهم وصدهم المستعدين عن مقام
القلب وعدم بقاء الخيرية فيهم ولكن يمنعه وجودك ووجود المؤمنين المستغفرين معك
فيهم. واعلم أن الوجود الإمكاني يتبع الخير الغالب، لأن الوجود الواجبي هو الخير
المحض، فما رجح خيره على شره فهو موجود بوجوده بالمناسبة الخيرية، وإذا غلب
الشر لم تبق المناسبة فلزم استئصاله وإعدامه فهم ما داموا على الصورة الاجتماعية كان
الخير فيهم غالبا فلم يستحقوا الدمار بالعذاب.

وأما إذا تفرقوا ما بقي شرهم إلا خالصا
فوجب تدميرهم كما وقع في وقعة بدر. ومن هذا يظهر تحقيق المعنى الثاني في قوله
تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال، الآية: 25]

/ 388