تفسير سورة الأنعام من آية 22 إلى آية 29
(ويوم نحشرهم جميعا) في عين جمع الذات (ثم نقول للذين أشركوا)بإثبات الغير (أين شركائي الذين كنتم تزعمون) لفناء الكل في التجلي الذاتي (ثم لم تكن) عند تجلية الحال وبروز الكل للملك القهار نهاية شركهم وعاقبته (إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) لامتناع وجود شيء نشركه بالله.(انظر كيف كذبوا على أنفسهم) بافتراء الوجود والصفات لها وضاع (عنهم ما كانوا يفترون) فلم يجدوه شيئا بل وجدوه لا شيء سوى المفتري أو كذبوا على
أنفسهم بنفي الشرك عنها مع رسوخ ذلك الاعتقاد فيها.(ولو ترى إذ وقفوا على) نار الحرمان والتعذب بهيآت نفوسهم المظلمة
واستيلاء صور المفتريات عليهم في العذاب (فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا)
من تجليات صفاته (ونكون من المؤمنين) الموحدين، لكان ما لا يدخل تحت
الوصف (بل بدا) ظهر (لهم ما كانوا يخفون) من العقائد الفاسدة والصفات المهلكة
والهيئات المظلمة ببروزهم لله وانقلاب باطنهم ظاهرا، فتعذبوا به (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) لرسوخ تلك الاعتقادات والملكات فيهم (وإنهم لكاذبون) في الدنيا
والآخرة لكون الكذب ملكة راسخة فيهم.
تفسير سورة الأنعام آية 30
(ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) في القيامة الكبرى وهو تصوير لحالهم فيالاحتجاب والبعد وإلا لم يكن ثم قول ولا جواب، لحرمانهم عن الحضور والشهود،
وإن كانوا في عين الجمع المطلق.واعلم أن الوقف على الشيء غير الوقوف معه، فإن الوقوف مع الشيء يكون
طوعا ورغبة، والوقف على الشيء لا يكون إلا كرها ونفرة، فمن وقف مع الله
بالتوحيد كمن قال:
وقف الهوى من حيث أنت فليس
لي متأخر عنه ولا متقدم
لي متأخر عنه ولا متقدم
لي متأخر عنه ولا متقدم