تفسير سورة الأنفال من آية 53 إلى آية 71 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الأنفال من آية 53 إلى آية 71

(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم) إلى آخره، أي: كل ما
يصل إلى الإنسان هو الذي يقتضيه استعداده ويسأله بدعاء الحال وسؤال الاستحقاق،
فإذا أنعم على أحد النعمة الظاهرة أو الباطنة لسلامة الاستعداد وبقاء الخيرية فيه لم
يغيرها حتى أفسد استعداده وغير قبوله للصلاح بالاحتجاب وانقلاب الخير الذي فيه
بالقوة إلى الشر لحصول الرين وارتكام الظلمة فيه بحيث لم يبق له مناسبة للخير ولا
إمكان لصدوره منه، فيغيرها إلى النقمة عدلا منه وجودا وطلبا من ذلك الاستعداد إياها
بجاذبة الجنسية والمناسبة لا ظلما وجورا.

(هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم) لاتفاقها في الوجهة
وخلاصها عن قيود صفات النفس التي تستلزم التخالف والتعاند لركونها إلى عالم
التضاد واختلافها بالطباع، فإن القلب ما دام واقفا مع النفس ومراداتها واستولت عليه
بصفاتها جذبته إلى الجهة السفلية وصيرت مطالبه جزئية مما يناسب مصالحها فيطلب
ما يمنعه منه الآخر، وتقع العداوة والبغضاء، وتستولي القوة الغضبية الطالبة للجاه
والكرامة والقهر والغلبة والرياسة والسلطنة، ويقع الاستكبار والإباء والأنفة
والاستنكاف، ويؤدي إلى التقاطع والتهاجر والتحارب والتشاجر. وكلما بعد عن الجهة
السفلية بالتوجه إلى الجهة العلوية والتنور بأنوار الوحدة الصفاتية أو الذاتية، ارتفع عن
مقام النفس واتصل بالروح وصارت مطالبه كلية لا تتمانع ولا يتنافس فيها لإمكان حصولها
لهذا بدون حرمان الآخر منه ومال إلى من يجانسه في الصفاء بالمحبة الذاتية لشدة المناسبة.

/ 388