تفسير سورة الأنعام من آية 74 إلى آية 75 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تتأخر عن تلك الأزلية بالزمان بل بالترتيب العقلي الاعتباري في ذاته تعالى، فإن
التعينات تتأخر عن مطلق الهوية المحضة عقلا وحقيقة وظهورها بالإرادة المسماة
بقوله: (كن فيكون) بلا فصل وتأخير يعبر عنه ب: (يكون)، لأنها لم تكن في الأزل
فكانت (قوله الحق) أي: في ذلك الوقت سيما سرمدي إرادته التي اقتضت وجود
المبدعات على ما هي عليه ثابتة في حالها غير متغيرة، اقتضت ما اقتضت على أحسن
ما يكون من النظام والترتيب وأعدل ما يكون من الهيئة والتركيب.

(يوم ينفخ في الصور) وقت نفخه في الصور أي: إحياء صور المكونات
بإفاضة أرواحها عليها لا ملك إلا له فإنها بنفسها ميتة لا وجود لها ولا حياة فضلا عن
المالكية (عالم الغيب) أي: حقائق عالم الأرواح التي هي ملكوته (والشهادة) أي:
صور عالم الأجسام التي هي ملكه (وهو الحكيم) الذي أوجدها ورتبها بحكمته
فأفاض على كل صورة ما يليق بها من الأرواح (الخبير) الذي علم أسرارها وعلانيتها
وخواصها وأفعالها، تلخيصه: هو مبدع الأرواح والجسم المطلق بإرادته القديمة الأزلية
الثابتة التي لا تغير فيها أبدا إبداعا على وجه العدل والحكمة الذي اقتضاه ذاته ومكون
الكائنات بإنشائها في عالم الملك الذي هو مالكه لا غير، كيف شاء عالما بما يجب
أن يكون عليها حكيما في اتقانها ونظامها وترتيبها، خبيرا بما يحدث فيها من الأحوال
الحادثة على حسب إرادته بذاته لا شريك له في ذلك كله.

تفسير سورة الأنعام من آية 74 إلى آية 75

(وإذ قال إبراهيم لأبيه) أي: اذكر وقت سلوك إبراهيم طريق التوحيد عند
تبصيرنا وهدايتنا إياه واطلاعه على شرك قومه واحتجابهم بظهور عالم الملك عن
حقائق عالم الملكوت وربوبيته تعالى للأشياء بأسمائه معتقدين لتأثير الأجرام والأكوان،
ذاهلين بها عن المكون فعيرهم بذلك وقال لمقدمهم وأكبرهم أبيه: (أتتخذ أصناما آلهة) وتعتقد تأثيرها (إني أراك وقومك في ضلال مبين) ظاهر يعرف بالحس، ومثل
ذلك التبصير والتعريف العام الكامل نعرف إبراهيم ونريه (ملكوت السماوات والأرض) أي: القوى الروحانية التي يدبر الله بها أمر السماوات والأرض، فإن لكل
شيء قوة ملكوتية تحفظه وتدبر أمره بإذن الله (وليكون من الموقنين) فعلنا ذلك أي:
بصرناه ليعلم ويعرف أن لا تأثير إلا لله، يدبر بأسمائه التي هي ذاته مع كل واحدة من
الصفات، فتتكثر الأفعال من وراء حجب الأكوان.

/ 388