تفسير سورة المائدة من آية 14 إلى آية 22 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة المائدة من آية 14 إلى آية 22

(فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء) أي: ألزمناهم ذلك لتخالف دواعي قواهم
السبعية والبهيمية والشيطانية وميلهم إلى الجهة السفلية الموجب للتضاد والتعاند
لاحتجابهم عن نور التوحيد وبعدهم عن العالم القدسي الذي فيه المقاصد كلية لا
تقتضي التجاذب والتعاند إلى وقت قيامهم بظهور نور الروح والقيامة الكبرى بظهور
نور التوحيد (ينبئهم الله) بعقاب ما صنعوا عند الموت وظهور الحرمان والخسران
بظهور الهيئات القبيحة المؤذية الراسخة فيهم.

(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح) بأن حصروا الألوهية فيه وقيدوا الإله
بتعينه (أن يهلك المسيح ابن مريم) إلى قوله (جميعا) بالإفناء في التوحيد والطمس
في غير الجمع كما قال: (كل شيء هالك إلا وجهه) [القصص، الآية: 88].

(ولله ملك السماوات) أي: عالم الأرواح (والأرض) عالم الأجساد (وما بينهما) من الصور والأعراض كلها ظاهرة وباطنة أسماؤه وصفاته وأفعاله (ادخلوا الأرض المقدسة) أي: حضرة القلب التي هي مقام تجلي الصفات، فإنه بالنسبة إلى
سماء الروح أرض (كتب الله لكم) عين لكم في القضاء السابق وأودع في استعدادكم
الوصول إليها والمقام بها (ولا ترتدوا على أدباركم) في الميل إلى مدينة البدن
والإقبال عليه بتحصيل مآربه ولذاته وطلب موافقته وتزيين هيآته فإنه مقام خلف
مقامكم وأدنى وأسفل من رتبتكم (فتنقلبوا خاسرين) باستبدال ظلمات البدن بأنوار
القلب وخبائثه بطيباته (إن فيها قوما جبارين) من سلطان الوهم وأمراء الهوى
والغضب والشهوة وسائر صفات النفس الفرعونية أخذوها عنوة وقهرا واستولوا عليها
مستعلين يجبرون كلا على هواهم ما لنا بهم يدان ولا نقدر على مقاومتهم، قالوا ذلك
لاعتيادهم بالذات الطبيعية والشهوات الجسمانية وغلبة الهوى عليهم، فلم يقدروا على
الرياضة وقمع الهوى وكسر صفات النفس بالمجاهدة (وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها) أي: يصرفهم الله عنها بلا رياضة منا ومجاهدة أو ينصرفوا بالطبع مع إحالته أو
يضعفوا عن الاستيلاء كما في الشيخوخة مع امتناع دخولهم فيها حينئذ.

/ 388