تفسير سورة النساء آية 100 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(قالوا ألم تكن أرض الله واسعة) ألم تكن سعة استعدادكم بحيث تهاجروا فيها من
مبدأ فطرتكم خطوات يسيرة، بحيث إذا ارتفعت عنكم بعض الحجب انطلقتم عن أسر
القوى وتخلصتم عن قيود الهوى، وتقويتم بإمداد أعوانكم القوى الروحانية، ونصرتم
بأنوار القلب، فخرجتم عن القرية، الظالم أهلها، التي هي مدينة النفس إلى بلد القلب
الطيبة، فتداركتكم رحمة ربكم الغفور (فأولئك مأواهم جهنم) نفوسهم الشديدة
التوقان مع حصول الحرمان (وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال) أي: أقوياء
الاستعداد الذين قويت قواهم الشهوية والغضبية مع قوة استعدادهم فلم يقدروا على
قمعها في سلوك طريق الحق ولم يذهبوا لقواهم الوهمية والخيالية، فيبطلوا
استعداداتهم بالعقائد الفاسدة فبقوا في أسر قواهم البدنية مع تنور استعدادهم بنور العلم
وعجزهم عن السلوك برفع القيود (والنساء) أي: القاصرين الاستعداد عن درك
الكمال العلمي، وسلوك طريق التحقيق، الضعفاء القوى والأحلام، الذين قال في
حقهم: '' أكثر أهل الجنة البله ''.

(والولدان) أي: الناقصين القاصرين عن بلوغ درجة
الكمال لغيرة تلحقهم من قبل صفات النفس (لا يستطيعون حيلة) لعدم قدرتهم
وعجزهم عن كسر صفات النفس وقمع الهوى بالرياضة (ولا يهتدون سبيلا) لعدم
علمهم بكيفية السلوك وحرمانهم عن نور الهداية الشرعية (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم) بمحو تلك الهيئات المظلمة لعدم رسوخها وسلامة عقائدهم (وكان الله عفوا)
العفو عن الذنوب ما دامت الفطرة لم تتغير (غفورا) يستر بنور صفاته صفات
نفوسهم.

تفسير سورة النساء آية 100

(ومن يهاجر) أي مقار النفس المألوفة في سبيل طريق الحق بالعزيمة (يجد)
في أرض استعداده مهاجر ومساكن ومنازل كثيرة فيها رغم أنوف قوى نفسه الوهمية
والخيالية والبهيمية والسبعية وإذلالها (وسعه) وانشراحا في الصدر عند الخلاص من
ضيق صفات النفس وأسر الهوى (ومن يخرج) من المقام الذي هو فيه سواء كان مقر
استعداده الذي جبل عليه أو منزلا من منازل النفس أو مقاما من مقامات القلب
(مهاجرا إلى الله) بالتوجه إلى توحيد الذات (ورسوله) بالتوجه إلى طلب الاستقامة
في توحيد الصفات (ثم يدركه) الانقطاع قبل الوصول (فقد وقع أجره على الله)
بحسب ما توجه إليه، فإن المتوجه إلى السلوك له أجر المنزل الذي وصل إليه، أي:
المرتبة من الكمال الذي حصل له إن كان، وأجر المقام الذي وقع نظره عليه وقصده.

/ 388