تفسير سورة يوسف من آية 58 إلى آية 66 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة يوسف من آية 58 إلى آية 66

ولما رجع إلى مقام التفصيل وجلس على سرير الملك للخلافة. جاءه إخوته
القوى الحيوانية بعد طول مفارقته إياهم في سجن الرياضة والخلوة بمصر الحضرة
القدسية والاستغراق في عين الجمع (فدخلوا عليه) متقربين إليه بوسيلة التأدب بآداب
الروحانيين لاطمئنان النفس وتنورها وتنور تلك القوى بها وتدربها بهيئات الفضائل
والأخلاق ممتارين لأقوات العلوم النافعة من الأخلاق والشرائع (فعرفهم) مع حسن
حالهم وصلاحهم بالذكاء والصفاء وفقرهم واحتياجهم إلى ما يطلبون منه من المعاني
(وهم له منكرون) لارتقائه عن رتبتهم بالتجرد واتصافه بما لا يمكنهم إدراكه من
الأوصاف ولهذا استحضر القوة العاقلة العملية بقوله: (ائتوني بأخ لكم من أبيكم) إذ
المعاني الكلية المتعلقة بالأعمال لا يدركها إلا تلك القوة. واعلم أن المحبوبين يسبق
كشوفهم اجتهادهم فيعلمون قواهم الشرائع والأحكام ويسوسونها بعد الوصول وإن
اطمأنت نفوسهم قبله.

وأما جهازهم الذي جهزهم به فهو الكيل اليسير من الجزئيات التي يمكنهم
إدراكها والعمل بها، وقال: (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم) من المعاني الكلية
الحاصلة (عندي ولا تقربون) لبعد رتبتكم عن رتبتي إلا بواسطته.

ولما كانت العاقلة
العملية إذا لم تفارق مقام العقل المحض إلى مقام الصدر لم يمكنها مرافقة القوى
الحسية وإلقاؤها المعاني الجزئية الباعثة إياها على العمل وتحريك القوة النزوعية
الشوقية نحو المصالح العقلية (قالوا سنراود عنه أباه) أي: بتصفية الاستعداد لقبول
فيضه وقوله (لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم) إشارة إلى أمر القلب فتيانه القوى
النباتية عند تمتيع النفس حالة الاطمئنان بإيراد مواد قواهم التي يتقوون بها ويقتدرون
على كسب كمالاتهم إذ هي بضاعتهم التي يمكنهم بها الامتياز، ورحالهم آلات
إدراكاتهم ومكاسبهم (لعلهم) يعرفون قواهم وقدرهم على الاكتساب (إذا انقلبوا إلى أهلهم) من سائر القوى الحيوانية كالغضبية والشهوانية وأمثالهما (لعلهم يرجعون) إلى
مقام الاسترباح والامتياز من قوت المعاني والعلوم النافعة بتلك البضاعة (فلما رجعوا إلى أبيهم) بتصفية الاستعداد والتمرن بهيئات الفضائل اقتضوه إرسال القوة العاقلة
العملية معهم لإمدادهم في فضائل الأخلاق بالمعاني دائما، أي:

/ 388