تفسير سورة الأعراف من آية 147 إلى آية 158 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الأعراف من آية 147 إلى آية 158

(والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) أي: ستروا بصفاتهم صفاتنا وبأفعالهم
أفعالنا فوقفوا مع الآثار وعموا عن لقاء الآخرة وجنة النفوس والأفعال (حبطت أعمالهم) ولو كان التكذيب بالصفات مجردا عن التكذيب بلقاء الآخرة لما حبطت
أعمالهم، وإن عذبوا حينا بنوع من العذاب (سبعين رجلا) من أشرافهم ونجبائهم
أهل الاستعداد وصفاء النفس والإرادة والطلب والسلوك وهم المصعوقون في قوله
تعالى: (فأخذتهم الصاعقة) [الذاريات، الآية: 44].

(فلما أخذتهم الرجفة) أي: رجفة جبل البدن التي هي من مبادئ صعقة الفناء
عند طيران بوارق الأنوار وظهور طوالع تجليات الصفات من اقشعرار الجسد وتأثره
وارتعاده بها، ولهذا قال موسى عليه السلام عندها: (رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي) إذ لا قول لموسى عليه السلام عند الصعقة ولا لهم لفنائهم عندها، وقوله
صلى الله عليه وسلم: (رب لو شئت)، كلمة ضجر وفقدان صبر من غلبة الشوق عند ألم
الفراق، كما قال محمد صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالة: '' ليت أمي لم تلدني، وكذا ليت رب
محمد لم يخلق محمدا ''، وهم بإلقاء نفسه عن الجبل. ولو هذه للتمني.

(أتهلكنا)
بطول الحجاب وعذاب الحرمان وألم الفراق (بما فعل السفهاء منا) من عبادة عجل
هوى النفس والاحتجاب بصفاتها أو بما صدر منا حالة السفه قبل التيقظ والاستبصار
وإرادة السلوك وظهور نور البصيرة والاعتبار من الوقوف مع النفس وصفاتها (إن هي إلا فتنتك) أي: ما هذا الابتلاء بصفات النفس وعبادة الهوى إلا ابتلاؤك لا مدخل
فيها لغيرك (تضل من تشاء) من أهل الحجب والشقاوة والجهل والعمى (وتهدي من تشاء) من أهل السعادة والعناية والعلم والهدى، قالها في مقام تجلي الأفعال.

(أنت) متولي أمورنا القائم بها (فاغفر لنا) ذنوب صفاتنا وذواتنا كما غفرت لنا
ذنوب أفعالنا (وارحمنا) بإفاضة أنوار شهودك ورفع حجاب الأينية بوجودك (وأنت خير الغافرين) بالمغفرة التامة.

(واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة) العدالة والاستقامة بالبقاء بعد الفناء (وفي الآخرة حسنة) المشاهدة والزيادة (إنا هدنا) رجعنا (إليك) عن ذنوب وجودنا (قال عذابي) أي: عذاب الشوق المخصوص بي الحاصل من جهتي، وإن كان أليما لشدة
ألم الفراق، لكنه أمر عزيز خطير (أصيب به من أشاء) من أهل العناية من عبادي
الخاصة بي (ورحمتي وسعت كل شيء) لا تختص بأحد دون أحد غيره وشئ دون
شيء ففي هذا العذاب رحمة لا يبلغ كنهها ولا يقدر قدرها من رحمة لذة الوصول
التي قال فيها: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) [السجدة، الآية: 17] مع كونه
لذيذا لا يقاس بلذته لذة، كما قال أحدهم:




  • وكل لذيذ قد نلت منه
    سوى ملذوذ وجدي بالعذاب



  • سوى ملذوذ وجدي بالعذاب
    سوى ملذوذ وجدي بالعذاب



/ 388