تفسير سورة الإسراء من آية 9 إلى آية 12 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(إن أحسنتم) بتحصيل الكمالات الخلقية والآراء العقلية (أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم) باكتساب الرذائل والهيئات البدنية (فلها فإذا جاء وعد) المرة (الآخرة)
بالفناء في التوحيد بعثنا عليكم عبادا من الأنوار القدسية والتجليات الجلالية والسبحات
القهرية من الصفات الإلهية وجنود سلطان العظمة والكبرياء (ليسوؤوا وجوهكم) أي:
وجوداتكم بالفناء في التوحيد، فيغلب عليكم كآبة فقدان الكمالات بقهرها وسلبها
(وليدخلوا) مسجد القلب (كما دخلوه أول مرة) ووصل أثرها عليكم من العلوم
والفضائل (وليتبروا ما علوا) بالظهور بكماله وفضيلته والإعجاب برؤية زينته وبهجته
(تتبيرا) بالإفناء بصفات الله.

(عسى ربكم أن يرحمكم) بعد القهر بالفناء والمحو
بتجليات الصفات بالإحياء ويبعثكم بالبقاء بعد الفناء، ويثيبكم بما لا عين رأت ولا
أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. (وإن عدتم) بالتلوين في مقام الفناء بالظهور
بأنائيتكم (عدنا) بالقهر والإفناء كما قال تعالى: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن
إليهم شيئا قليلا (74) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا
نصيرا (75) [الإسراء، الآية: 74 75] (وجعلنا جهنم) الطبيعة (للكافرين)
المحجوبين عن الأنوار، الذين بقوا على فساد المرة الأولى (حصيرا) محبسا وسجنا
يحصرهم في عذاب الاحتجاب والحرمان عن الثواب.

تفسير سورة الإسراء من آية 9 إلى آية 12

(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) أي: يبين أحوال الفرق الثلاث من
السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال يهدي إلى طريقة التوحيد التي هي أقوم
الطرق للسابقين (ويبشر المؤمنين) من أصحاب اليمين الذين آمنوا تقليدا جازما أو
تحقيقا علميا وداوموا على أعمال التزكية والتحلية الصالحة لأن يتوصل بها إلى الكمال
(أن لهم أجرا كبيرا) من نعيم جنات الأفعال والصفات في عوالم الملك والملكوت
والجبروت.

(وأن الذين لا يؤمنون) من أصحاب الشمال (بالآخرة) لكونهم بدنيين
محجوبين عن عالم النور، محبوسين في ظلمات الطبيعة (اعتدنا لهم عذابا أليما) في
قعر سجين الطبيعة، مقيدين بسلاسل محبة السفليات وأغلال التعلقات ونيران الحرمان
عن اللذات والشهوات، والتعذب بالعقارب والحيات من غواسق الهيئات.

(وجعلنا) ليل الكون وظلمة البدن ونهار الإبداع ونور الروح يتوصل بهما
وبمعرفتهما إلى معرفة الذات والصفات (فمحونا آية الليل) بالفساد والفناء (وجعلنا آية النهار) بينة باقية أبدا، منيرة بكمالها، تبصر بنورها الحقائق (لتبتغوا فضلا من ربكم) أي: كمالكم الذي تستعدونه (ولتعلموا عدد) المراتب والمقامات أي:
لتحصوها من أول حال بدايتكم إلى كبر نهايتكم بالترقي فيها وحساب أعمالكم

/ 388