تفسير سورة الأعراف من آية 24 إلى آية 28 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(فدلاهما) أي: فنزلهما إلى التعلق بها والسكون إليها بما غرهما من التزيي
بزي الناصحين وإفادة توهم دوام اللذات البدنية والرياسة الإنسية وسول لهما من
المنافع البدنية والشهوات النفسية (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) أي:
يكتمان الغواشي الطبيعية بالآداب الحسنة والعادات الجميلة التي هي من تفاريع الآراء
العقلية ومستنبطات القوة العاقلة العملية ويخفيانها بالحيل العلمية (وناداهما ربهما ألم أنهكما) صورة النهي هو ما ركز في العقول من الميل إلى التجرد وإدراك المعقولات
والتجافي عن المواد والمحسوسات وقوله لهما: (إن الشيطان لكما عدو مبين) ما
ألهم العقل من منافاة أحكام الوهم ومضادة مدركاته والوقوف على مخالفاته ومكابراته
إياه ونداؤه إياهما بذلك هو التنبيه على ذلك المعنى على سبيل الخاطر والتذكير له بعد
التعلق والانغمار في اللذات الطبيعية عند البلوغ وظهور أنوار العقل والفهم عليهما.

وقولهما: (ربنا ظلمنا أنفسنا) هو لتنبه النفس الناطقة على نقصانها من جهة
الطبيعة وانطفاء نورها وانكسار قوتها وحصول الداعي فيها على طلب الكمال بالتجرد
(وإن لم تغفر لنا) بإلباسنا الأنوار الروحانية وإفاضتها مشرقة علينا (وترحمنا) بإفاضة
المعارف الحقيقية (لنكونن من) الذين أتلفوا الاستعداد الأصلي الذي هو مادة السعادة
والبقاء بصرفها في دار الفناء، وحرموا عن الكمال التجردي بملازمة النقص الطبيعي.

تفسير سورة الأعراف من آية 24 إلى آية 28

(لباسا يواري سوآتكم) أي: شريعة تستر قبائح أوصافكم وفواحش أفعالكم
(وريشا) أي: جمالا يبعدكم عن شبه الأنعام المهملة ويزينكم بالأخلاق الحسنة
والأعمال الجميلة (ولباس التقوى) أي: صفة الورع والحذر من صفة النفس (ذلك خير) من جملة أركان الشرائع لأنه أصل الدين وأساسه كالحمية في العلاج (ذلك من آيات الله) أي: من أنوار صفاته، إذ الاجتناب عن صفات النفس لا يحصل ولا يتيسر
إلا بظهور تجليات صفات الحق. وإلى هذا أشار القوم بقولهم: إن الله لا يتصرف في
شيء من العبد إلا ويعوضه أحسن منه من جنسه (لعلكم تذكرون) عند ظهور تجليات

/ 388