تفسير سورة البقرة من آية 356 إلى آية 283 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(الذين ينفقون) عمم الإنفاق أولا وثانيا بحسب الأوقات والأحوال ليعلم أنه لا
يتفاوت بها، بل بالقصد والنية (الذين يأكلون الربا لا يقومون) إلى آخره، آكل الربا
أسوأ حالا من جميع مرتكبي الكبائر، فإن كل مكتسب له توكل ما في كسبه قليلا كان
أو كثيرا، كالتاجر والزارع والمحترف، إذ لم يعينوا أرزاقهم بعقولهم ولم تتعين لهم
قبل الاكتساب فهم على غير معلوم في الحقيقة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: '' أبى الله أن
يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم ''.

وأما آكل الربا فقد عين على آخذه مكسبه ورزقه
سواء ريح الآخذ أو خسر، فهو محجوب عن ربه بنفسه وعن رزقه بتعيينه، لا توكل
له أصلا، فوكله الله تعالى إلى نفسه وعقله، وأخرجه من حفظه وكلاءته، فاختطفه
الجن وخبلته، فيقوم يوم القيامة ولا رابطة بينه وبين الله كسائر الناس المرتبطين به
بالتوكل، فيكون كالمصروع الذي مسه الشيطان فتخبطه لا يهتدي إلى مقصد (ذلك بأنهم قالوا) أي: ذلك بسبب احتجابهم بقياسهم وأول من قاس إبليس فيكونون من
أصحابه مطرودين مثله.

تفسير سورة البقرة من آية 356 إلى آية 283

(يمحق الله الربا) وإن كان زيادة في الظاهر (ويربي الصدقات) وإن كان
نقصانا في الشاهد، لأن الزيادة والنقصان إنما يكونان باعتبار العاقبة والنفع في
الدارين.

والمال الحاصل من الربا لا بركة له، لأنه حصل من مخالفة الحق فتكون
عاقبته وخيمة وصاحبه يرتكب سائر المعاصي إذ كل طعام يولد في أكله دواعي وأفعالا
من جنسه، فإن كان حراما يدعوه إلى أفعال محرمة، وإن كان مكروها فإلى أفعال
مكروهة، وإن كان مباحا فإلى مباحة، وإن كان من طعام الفضل فإلى مندوبات، وكان
في أفعاله متبرعا متفضلا، وإن كان بقدر الواجب من الحقوق فأفعاله تكون واجبة
ضرورية، وإن كان من الفضول والحظوظ فأفعاله تكون كذلك، فعليه إثم الربا وآثار
أفعاله المحرمة المتولدة من أكله على ما ورد في الحديث: '' الذنب بعد الذنب عقوبة
للذنب الأول ''، فتزداد عقوباته وآثامه أبدا، ويتلف الله ماله في الدنيا فلا ينتفع به أعقابه
وأولاده فيكون ممن خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو المحق الكلي.

/ 388