تفسير سورة البقرة من آية 266 إلى آية 268 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وتنغص، ولم يقع في مقابلة الفرح الحاصل من القول الجميل، ولو لم يكن مع
التنغيص أيضا لأن الروحانيات أشرف وأحسن وأوقع في النفوس (والله غني) عن
الصدقة المقرونة بالأذى، فيعطي المستحق من خزائن غيبه (حليم) لا يعاجل
بالعقوبة.

(مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله) هذا هو القسم الثاني من الإنفاق.

فضله على الأول بتشبيهه بالجنة، فإن الجنة مع إيتاء أكلها تبقى بحالها بخلاف الحبة،
فأشار بها أنه ملك لهم كأنه صفة ذاتية ولهذا قال: (وتثبيتا من أنفسهم) أي: توطينا
لها على الجود الذي هو صفة ربانية، وقوله: (بربوة) إشارة إلى ارتفاع رتبة هذا
الإنفاق وارتقائه عن درجة الأول (أصابها وابل) أي: لاحظ
كثير من صفة الرحمة
الرحمانية ومدد وافر من فيض جوده لأنها ملكة الاتصال بالله تعالى بمناسبة الوصف
واستعداد قبوله والاتصاف به (فإن لم يصبها وابل) أي: لاحظ
كثير، فحظ قليل (والله بما تعملون بصير) بأعمالكم يرى أنها من أي القبيل.

تفسير سورة البقرة من آية 266 إلى آية 268

(أيود أحدكم) تمثيل لحال من عمل صالحا إنفاقا كان أو غيره متقربا به إلى
الله مبتغيا رضاه، كما في هذا القسم من الإنفاق، ثم ظهرت نفسه فيه، وتحركت،
فكانت حركاتها المتخالفة بحركة الروح ودواعيها المتفاوتة المضادة لداعية القلب
إعصارا، فافترض الشيطان حركتها واتخذها مجالا له بالوسوسة، فنفث فيها رؤية
عملها أو رياء فكان ذلك النفث نارا أحرقت عملها أحوج ما يكون إليه، كما قال أمير
المؤمنين علي عليه السلام: '' اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك ثم خالفه قلبي ''.

(انققوا من طيبات ما كسبتم) أمر بالقسم الثالث من الإنفاق من طيبات ما
كسبتم، إذ المختار بالله يختار الأشرف من كل شيء للمناسبة كما قال أمير المؤمنين
علي عليه السلام: '' إن الله جميل يحب الجمال '' ومن كان في إنفاقه بالنفس لا يقدر
على إنفاق الأشرف لضن النفس ومحبتها إياه، واستئثارها به عن تخصيصه بالله، فما

/ 388