تفسير سورة الرعد من آية 8 إلى آية 11 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(وقد خلت من قبلهم)
عقوبات أمثالهم (وإن ربك لذو مغفرة للناس) مع ظلمهم على أنفسهم باكتساب تلك
الهيئات الغاسقة الحاجبة عن النور لمن لم ترسخ فيه ولم تبطل استعداده فيزيلها بنور
رحمته (وإن ربك لشديد العقاب) لمن ترسخت فيه وصارت رينا وأبطلت الاستعداد.

(ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) حجبوا، فلم يروا الآيات
الشاهدة على النبوة من اتصافه بصفات الله لعدم إدراكهم وعمى بصائرهم، فلذلك لم
يعدوها آيات واقترحوها على حسب هواهم ما عليك إلا إنذارهم لا هدايتهم، إذ
الهداية إلى الله (ولكل قوم هاد) يناسبهم بحسب الجنسية الفطرية فيألفونه عند كماله
وتلقيه النور الإلهي، ويقبلون الهداية منه فيهديهم الله على مظهره، فمن ناسبك بتلك
الجنسية الأصلية قبل الهداية منك ومن لا فلا.

تفسير سورة الرعد من آية 8 إلى آية 11

تلك أسرار خفية لا يعلمها إلا (الله) الذي (يعلم ما تحمل كل أنثى) فيعلم ما
تحمل أنثى النفس من ولد الكمال، أي ما في قوة كل استعداد وما تزيد أرحام
الاستعداد بالتزكية والتصفية وبركة الصحبة من الكمالات وما تنقص منها بالانهماك في
الشهوات (وكل شيء) من الكمالات (عنده بمقدار) معين على حسب القابلية أو
كل شيء من قوة قبول في استعداد مقدر عنده بمقدار في الأزل من فيضه الأقدس لا
يزيد ولا ينقص، أو لكل قوم هاد هو الله تعالى كما قال: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) [القصص، الآية: 56] لعلمه بما في الاستعدادات من قوة
القبول وزيادتها ونقصانها فيقدر بحسبها كمالاتهم.

(عالم) غيب ما في الاستعدادات من قوة القبول وشهادة الكمالات الحاضرة
الخارجة إلى الفعل (الكبير) الشأن الذي يجل عن إعطاء ما يقتضيه بعض
الاستعدادات بل يسع كلها فيعطيها مقتضياتها (المتعال) عن أن ينقطع فيضه فيتأخر
عن حصول الاستعداد وينقص مما يقتضيه.

(سواء منكم من أسر القول) في مكمن استعداده (ومن جهر به) بإبراز العلم
من القوة إلى الفعل (ومن هو مستخف) بليل ظلمة نفسه (و) من هو (سارب)
بخروجه من مقام النفس وذهابه في نهار نور الروح.

/ 388