تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) أي: ليكن من جملتكم جماعة عالمون،
عاملون، عارفون، أولو استقامة في الدين كشيوخ الطريقة (يدعون إلى الخير) فإن
من لم يعرف الله لم يعرف الخير، إذ الخير المطلق هو الكمال المطلق الذي يمكن
للإنسان بحسب النوع من معرفة الحق تعالى، والوصول إليه، والإضافي ما يتوصل به
إلى المطلق أو الكمال المخصوص بكل أحد على حسب اقتضاء استعداده الخاص.

فالخير المدعو إليه، إما الحق تعالى، وإما طريق الوصول.

والمعروف كل أمر واجب أو مندوب في الدين، يتقرب به إلى الله تعالى،
والمنكر كل محرم أو مكروه يبعد عن الله تعالى ويجعل فاعله عاصيا أو مقصرا
مذموما. فمن لم يكن له التوحيد والاستقامة، لم يكن له مقام الدعوة ولا مقام الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن غير الموحد ربما يدعو إلى طاعة غير الله وغير
المستقيم في الدين وإن كان موحدا ربما أمر بما هو معروف عنده، منكر في نفس
الأمر وربما نهى عما هو منكر عنده، معروف في نفس الأمر، كمن بلغ مقام الجمع
واحتجب بالحق عن الخلق، فكثيرا ما يستحل محرما كبعض المسكرات والتصرف في
أموال الناس، ويحرم حلالا بل مندوبا كتواضع الخلق ومكافأة الإحسان وأمثال ذلك
(وأولئك هم) الأخصاء بالفلاح، الذين لم يبق لهم حجاب وهم خلفاء الله في
أرضه.

(ولا تكونوا) ناشئين بمقتضى طباعكم غير متابعين لإمام ولا متفقين على كلمة
واحدة باتباع مقدم يجمعكم على طريقة واحدة (كالذين تفرقوا) واتبعوا الأهواء
والبدع (واختلفوا من بعد ما جاءهم) الحجج العقلية والشرعية الموجبة لاتحاد
الوجهة، واتفاق الكلمة.

فإن للناس طبائع وغرائز مختلفة وأهواء متفرقة، وعادات
وسيرا متفاوتة، مستفادة من أمزجتهم وأهويتهم، ويترتب على ذلك فهوم متباينة،
وأخلاق متعادية، فإن لم يكن لهم مقتدى وإمام تتحد عقائدهم وسيرهم وآراؤهم
بمتابعته، وتتفق كلماتهم وعاداتهم وأهواؤهم بمحبته وطاعته كانوا مهملين متفرقين
فرائس للشيطان كشريدة الغنم تكون للذئب، ولهذا قال أمير المؤمنين علي عليه
السلام: '' لا بد للناس من إمام بر أو فاجر ''. ولم يرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلين فصاعدا
لشأن إلا وأمر أحدهما على الآخر وأمر الآخر بطاعته ومتابعته ليتحد الأمر وينتظم،
وإلا وقع الهرج والمرج، واضطرب أمر الدين والدنيا، واختل نظام المعاش والمعاد.

/ 388