تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد زال الحجاب العارضي. (ولكن من شرح بالكفر صدرا) أي:
طاب به نفسا ورضي واطمأن لكونه مستقره مأواه الأصلي (فعليهم غضب) عظيم،
أي: غضب (من الله ولهم عذاب عظيم) لاحتجابهم عن جميع مراتب الأنوار من
الأفعال والصفات والذات، فما أغلظ حجابهم وما أعظم عذابهم.

(ذلك) أي: انشراح الصدر بالكفر والرضا به (ب) سبب (أنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة) لكونها مبلغ علمهم ونهايته، وما بلغ علمهم إلى الآخرة
لانسداد بصائر قلوبهم ومناسبة استعدادهم للأمور الغاسقة السفلية من المواد الجسمية،
فأحبوا ما شعروا به ولاءم حالهم. وحب الدنيا رأس كل خطيئة لاستلزامه الحجاب
الأغلظ الذي لا خطيئة إلا تحته وفي طيه (وأن الله لا يهدي القوم الكافرين) أي:
المحجوبين بأغلظ الحجب لامتناع قبولهم للهداية.

(أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) بقساوتها وكدورتها في الأصل فلم ينفتح
لهم طريق الإلهام والفهم والكشف (وسمعهم وأبصارهم) بسد طريق المعنى المراد
من مسموعاتهم وطريق الاعتبار من مبصراتهم إلى القلب، فلم يؤثر فيهم شيء من
أسباب الهداية من طريق الباطن من فيض الروح وإلقاء الملك وإشراق النور ولا من
طريق الظاهر بطريق التعليم والتعلم والاعتبار من آثار الصنع (وأولئك هم الغافلون)
بالحقيقة لعدم انتباههم بوجه من الوجوه وامتناع تيقظهم من نوم الجهل بسبب من
الأسباب. (لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون) الذين ضاعت دنياهم التي
استنفدوا في تحصيلها وسعهم، وأتلفوا في طلبها أعمارهم، وليسوا من الآخرة في
شيء إلا في عذاب هيئات التعلقات ووبال التحسرات.

(ثم إن ربك للذين هاجروا) أي: تباعد بين هؤلاء المحجوبين الذين: إن ربك
عليهم بالغضب والقهر، وبين الذين: إن ربك لهم بالرضا والرحمة وهم الذين هاجروا
عن مواطن النفس بترك المألوفات والمشتهيات (من بعد ما فتنوا) وابتلوا بحكم النشأة
البشرية (ثم جاهدوا) في الله بالرياضات وسلوك طريقه بالترقي في المقامات والتجريد
عن الهيئات والتعلقات (وصبروا) على ما تحب النفس وتكرهه بالثبات في السير (إن ربك من) بعد هذه الأحوال (لغفور) لهم بستر غواشي الصفات النفسانية (رحيم)
بإفاضة الكمالات وإبدال صفاتهم بالصفات الإلهية.

/ 388