تنقیح فی شرح العروة الوثقی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لنفسه حافظا لدينه .إلى أن قال و ذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم و حاصل كلامه - ع - لو صحت الرواية أن التقليد انما يجوز ممن هو مورد الوثوق و مأمون عن الخيانة و الكذب و الاعتماد على قوله و اتباع آرائه مذموم عند العقلاء و ذلك كما إذا لم يعلموا منه الكذب الصراح ، و اكل الحرام .و هذا كما ترى لا دلالة له على اعتبار العدالة في المقلد ، لان الوثاقة كافية في صحة الاعتماد على قوله فان بالوثوق يكون الرجوع إليه صحيحا عند العقلاء ، و على الجملة ان الرواية لا دلالة لها على اعتبار العدالة في المقلد .على أنا لو سلمنا دلالة الرواية على اعتبار العدالة في المفتى بحسب الحدوث فلا دلالة لها على اعتبارها فيه بقاء ، كما إذا قلده حال عدالته ثم طرء عليه الفسق و الانحراف ، هذا .إلا أن مقتضى دقيق النظر اعتبار العقل و الايمان و العدالة في المقلد بحسب الحدوث و البقاء .و الوجه في ذلك أن المرتكز في أذهان المتشرعة الواصل ذلك إليهم يدا بيد عدم رضى الشارع بزعامة من لا عقل له ، أو لا ايمان أولا عدالة له .بل لا يرضى بزعامة كل من له منقصة مسقطة له عن المكانة و الوقار ، لان المرجعية في التقليد من أعظم المناصب الالهية بعد الولاية ، و كيف يرضى الشارع الحكيم أن يتصدى لمثلها من لا قيمة له لدى العقلاء و الشيعة المراجعين إليه .و هل يحتمل أن يرجعهم إلى رجل يرقص في المقاهى و الاسواق أو يضرب بالطنبور في المجامع و المعاهد و يرتكب ما يرتكبه من الافعال المنكرة و القبائح .أو من لا يتدين بدين الائمة الكرام و يذهب إلى مذاهب باطلة عند الشيعة المراجعين إليه ؟ ! فان المستفاد من مذاق الشرع الانور عدم رضى الشارع بامامة من هو كذلك في الجماعة ، حيث اشترط في امام الجماعة العدالة فما ظنك بالزعامة العظمى التي هى من أعظم المناصب بعد الولاية .إذا احتمال جواز الرجوع إلى العاقل