تنقیح فی شرح العروة الوثقی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الواقعية تابعة لآراء المجتهدين و جعل الحكم متأخر عن قيام الامارة عليه و هذا هو المعبر عنه بالتصويب الاشعرى .إلا أنه أمر معقول و ذلك لانه لو لم يكن هناك حكم مجعول واقعا قبل قيام الامارة فالإِمارة تحكي عن أي شيء ؟ و أنها تؤدي إلى اى حكم و هل يعقل الكشف من دون مكشوف و الحكاية من محكي ؟ ! فلو توقف ثبوته على قيام الامارة عليه لدار ، على ان لازمه اختصاص الاحكام الشرعية بمن قامت عنده الامارة و هو خلاف التسالم و الاخبار الدالة على ان لله سبحانه في كل واقعة حكم يشترك فيه العالم و الجاهل و من قامت عنده الامارة و من لم تقم .و قد يراد به ان في الواقع أحكاما مجعولة حسبما فيها من المصالح المقتضية لجعلها و هي التي تحكي عنها الامارات إلا ان قيام الامارة سبب لحدوث مصلحة فيما أدت اليه أقوى مما فيه من المصلحة الواقعية و لذا يكون الحكم الفعلى المجعول على طبق الامارة و مؤداها دون الواقع ، لان الاحكام الواقعية ليست بفعلية بل هي صورية و انشائية و لا تتصف بالفعلية الا فيما إذا ادت الامارة إليها فمن لم يقم عنده إمارة على الحكم لم يكن حكم فعلى في حقه .و هذا هو المعبر عنه بالتصويب المعتزلي و هو و إن كان أمرا معقولا في نفسه فانه لا مانع من ان تكون الاحكام الواقعية إنشائية تتوقف فعليتها على قيام الامارة على طبقها و ان تكون مختصة بالعالمين بها دون الجاهلين نظير اختصاص بعض الاحكام ببعض المكلفين دون بعض كاحكام النساء المختصة بهن دون الرجال .إلا ان الاجماع قد انعقد على أن الامارة لا تكون مغيرة للواقع و لا تمس كرامته بوجه بل ادعى شيخنا الانصاري " قده " أن وجود الحكم المشترك بين الجاهل و العالم مما تواترت عليه الاخبار و الآثار ( 1 ) و معه لا يبقى لتوهم اختصاص