تنقیح فی شرح العروة الوثقی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و قد اثبتنا في محله حجية كل من الظواهر و الخبر الموثوق به و قلنا إن حجية الظواهر مختصة بمن قصد إفهامه ، و الخبر الموثوق به كالمقطوع صحته ، فدعوى الانسداد فاسدة مبنى .و أما بحسب البناء فلانا لو سلمنا انسداد باب العلم كما يراه فهذا إنما يقتضى اعتبار الظن على خصوص المجتهد ، لانه حينئذ يجب أن يعمل بظنه الحاصل من الادلة .و أما العامي فلا ، لانه كيف يحصل له الظن بالحكم الواقعي من فتوى الميت عند مخالفة الاحياء بل الاموات ايضا معه في المسألة ، و بالاخص إذا كان الاحياء بأجمعهم أو بعضهم أعلم من الميت ، و الاختلاف في الفتوى بين العلماء مما لا يكاد يخفى على احد ، و معه لا يحصل للعامي أى ظن بان ما افتى به الميت مطابق للواقع ، و أن فتوى غيره من الاموات و الاحياء مخالف له كيف فانه يحتمل خطائه حينئذ .فالصحيح - بناء على هذا المبني الفاسد - أن يقال إن العامي يجب عليه العمل على فتوى المشهور في المسألة ، لان فتوائهم مفيدة للظن في حقه .هذا كله بالنسبة إلى خلاف المحقق القمي .و أما مخالفة المحدثين فهي ايضا كذلك .و ذلك لانهم إنما رخصوا في تقليد الميت بحسب الابتداء بناء على مسلكهم من إنكار مشروعية التقليد بالكلية و أن رجوع العامي إلى المجتهد انما هو من باب الرجوع إلى رواة الحديث كما في رواية اسحق بن يعقوب و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ( 1 ) .فالمفتى ينقل الرواية لا أنه يفتى حقيقة حسب رأيه و نظره و من الظاهر أن حجية الرواية و جواز العمل بها يتوقفان على حياة الراوي بوجه ، لانها حجة و يجوز العمل بها كان المحدث حيا أو ميتا .