وقال آخرون: إنّه تعالى لا يقدر على غير(1) مقدور العبد(2). وقال آخرون: إنّه تعالى لا يقدر على القبـيـح(3). وقال آخرون: إنّه لا يقدر أنْ يخلق فينا علماً ضرورياً يتعلّق بما علمناه مكـتسـباً(4). وكلّ ذلك بسبب سوء فهمهم، وقلّة تحصيلهم! والأصل في هذا أنّه تعالى واجب الوجود، وكلّ ما عداه ممكن، وكلّ ممكن فإنّه إنّما يصدر عنه، (أو يصدر عمّا يصدر عنه)(5). ولو عرف هؤلاء الله تعالى حقّ معرفته لم تتعدّد آراؤهم، ولا تشعّبوا بحسب ما تشعّبت أهواؤهم.
(1) كذا في الأصل والمصدر، وفي أغلب المصادر المنقول عنها: " عين "، وفي بعضها: " نفس " ; فلاحـظ! (2) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 260، الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 341، المواقف: 284، شرح المواقف 8 / 64 ; والقول لأبي علي وأبي هاشم الجبّائـيّـين. (3) الملل والنحل ـ للبغدادي ـ: 91، الفصل في الملل والأهواء والنحل 3 / 130، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 47 ـ 48، الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 340، المواقف: 284، شرح العقائد النسفية: 100، شرح المواقف 8 / 63 ; والقول للنظّـام. (4) لعلّ هذا هو قول عبّاد بن سليمان، تلميذ هشام الفوطي ; فانظر مؤدّاه في: الفصل في الملل والأهواء والنحل 3 / 133. (5) ما بين القوسين ليس في المصدر.