هل من تائب؟ هل من مسـتغفر؟(1)!! وحَملوا آيات التشبيه على ظواهرها. والسبب في ذلك قلّة تمييزهم، وعدم تفطّنهم بالمناقضة التي تلزمهم، وإنكار الضروريات التي تُبطل مقالتهم. فإنّ الضرورة قاضية بأنّ كلّ جسم لا ينفكّ عن الحركة والسكون، وقد ثبت في علم الكلام أنّهما حادثان، والضرورة قاضية بأنّ ما لا ينفكّ عن المُحدَث فإنّه يكون مُحدَثاً، فيلزم حدوثُ الله تعالى. والضرورة [الثانية] قاضية بأنّ كلّ مُحدَث فله مُحدِث، فيكون واجب الوجود مفتقراً إلى مؤثِّر، ويكون ممكناً، فلا يكون واجباً [وقد فُرض أنّه واجب]، وهذا خُلـف. وقد تمادى أكثرهم فقال: إنّه تعالى يجوز عليه المصافحة، وإنّ المخلصين (في الدنيا)(2) يعانقونه في الدنيا(3). وقال داود(4): أُعفوني عن الفَرْج واللحية، واسألوني عمّا وراء ذلك!!(5). (1) انظر: شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 3 / 227، التوحيد ـ لابن خزيمة ـ: 126، الأسماء والصفات ـ للبيهقي ـ 2 / 196. (2) ليس في المصدر. (3) مقالات الإسلاميّين: 214، شرح المواقف 8 / 399. (4) هو داود الجواربي، وقد تقدّمت الإشارة إليه في الصفحة السابقة هـ 2. (5) الـفَرق بيـن الفِـرق: 216، التبصير في الدين ـ للإسفرايني ـ: 120، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 93، الأنساب ـ للسمعاني ـ 5 / 643 (الهشامي)، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 3 / 224 ; وانظر: شرح المواقف 8 / 399 ولم يصرّح باسم القائل، بل نسبه إلى: " بعضهم ".