وقد أردت أوّلا أنْ أذكر حاصل كلامه في كلّ مسألة، بعبارة موجزة خالية عن التطويل المملّ الفارغ عن الجدوى، وليسهل على المطالع أخذه وفهمه، ولا يذهب إلى أباطيله ذهنه ووهمه. ثمّ بدا لي أنْ أذكر كلامه بعينه وبعباراته الركيكة، لوجهين: أحدهما: إنّ الفرقة المبتدعة لا يأتمنون علماء السُـنّة، وربّما يتمسّك بعض أصحاب التعصّب بأنّ المذكور ليس من كلام ابن المطهّر، ليدفع بهذا الإلزامَ عنه. والثاني: إنّ آثار التعصّب والغَرَض في تطويلات عباراته ظاهرة، فأردت نقل كلامه بعينـه ليظهـر على أرباب الفطنـة أنّه كان من المتعصّبين، لا من قاصدي تحقيق مسائل الدين. وهذان الوجهان حدأاني إلى ذِكر كلامه في ذلك الكتاب بعينه. والله تعالى أسأل أن يجعل سعيي مشكوراً، وعملي لوجهه خالصاً مبروراً، وأنْ يزيد بهذا تحقيقاً في ديني، ورجحاناً في يقيني، ويثقل به يوم القيامة عند الحساب موازيني، وأن يوفّقني للتجنّب عن التعصّب، والتأدّب في إظهار الحقّ أحسن التأدّب، إنّه وليُّ التوفيق، وبيده أزمّة التحقيق. وها أنا أشرع في المقصود، متوكّـلا على الله الودود، وأُريد أنْ أُسمّيه بعد الإتمام ـ إن شاء الله ـ بكتاب: " إبطال نهج الباطل، وإهمال كشف العاطل ".