وأبي القاسم الجنيـد البغـدادي(1)، والشـيخ السُـهْروردي(2).. فهذا نسبة باطلة، وافتراء محض، وحاشاهم عن ذلك! بل صرّحوا كلّهم في عقائدهم ببطلان الاتّحاد ; فإنّه مناف للعقل والشـرع. بل هم أهلُ محضِ التوحيد، وحقيقة الإسلام ناشئة من أقوالهم، ظاهرة على أعمالهم وعقائدهم، وهم أهل التوحيد والتمجيد. وفي الحقيقة: هم الفرقة الناجية، ولهم في مصطلحاتهم عبارات تقصر عنها أفهام غيرهم، وفي اصطلاحاتهم البقاء والفناء. (1) هو: الجنيد بن محمّـد بن الجنيد الخزّاز البغدادي القواريري الصوفي، أصله من نهاوند، ومولده ومنشؤه بالعراق، كان شيخ وقته في الصوفية، ولد سنة بضع وعشرين ومائتين، وتفقّه على يد أبي ثور ـ صاحب الشافعي ـ، وقيل: كان على مذهب سفيان الثوري ; توفّي ببغداد سنة 298 هـ. انظر: طبقات الصوفية: 155 رقم 1، وفيات الأعيان 1 / 373 رقم 144، سير أعلام النبلاء 14 / 66 رقم 34، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ 2 / 260 رقم 60، شذرات الذهب 2 / 228 وفيات سنة 298 هـ. (2) هو: شهاب الدين عمر بن محمّـد بن عبـد الله التيمي السُهروردي، يرجع نسبه إلى محمّـد بن أبي بكر، وُلد سنة 539 في سُهْرَوَرْد ـ وهي قرية قريبة من زنجان ـ قدم بغداد وهو شابّ وسمع فيها الحديث، وكانت له صحبة مع الشيخ عبـد القادر، كان شافعي المذهب، وكان شيخ شيوخ الصوفية ببغداد، له عدّة تصانيف، منها: " عوارف المعارف " في بيان طريقة الصوفية، حكمة الإشراق، النفحات السماوية ; توفّي ببغـداد سنة 632 هـ. انظر: معجم البلدان 3 / 329 رقم 6811، وفيات الأعيان 3 / 446 رقم 496، سير أعلام النبلاء 22 / 373 رقم 239، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ 8 / 338 رقم 1232، شذرات الذهب 5 / 153 وفيات سنة 632 هـ، الكواكب الدرّيـة 3 / 144 رقم 574.