تفضّلا منه على بريّته، وطلباً لإدراجهم في رحمته، فيرجـع الجاهل عن زلَلِه، ويسـتوجب الثواب [بعلمه] على عمله.فحينئذ وجب على كلّ مجتهد وعارف إظهار ما أوجب الله تعالى إظهاره من الدِين، وكشف الحقّ، وإرشاد الضالّين ; لئلاّ يدخل تحت الملعونين على لسان ربّ العالمين، وجميع الخلائق أجمعين، بمقتضى الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية.وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا ظهرت البدع في أُمّـتي فَـلْـيُـظْـهِـرِ العالِمُ عِلمَـه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله "(1).ولمّا كان أبناء هذا الزمان ممّن استغواهم الشيطان ـ إلاّ الشاذّ القليل، الفائز بالتحصيل ـ حتّى أنكروا كثيراً من الضروريّات، وأخطأوا في معظم المحسوسات، وجب بيان خطئهم ; لئلاّ يقتدي غيرهم بهم، فتعمّ البليّة جميع الخلق، ويتركون نهج الصدق.وقد وضعنا هذا الكتاب الموسوم بـ " نهج الحقّ وكشف الصدق "(2)طالبين فيه الاختصار، وترك الاستكثار، بل اقتصرنا فيه على مسائل ظاهرة(1) الكافي 1 / 75 ح 158، المحاسن 1 / 361 ح 776، وانظر ما بمعناه في: تاريخ دمشق 54 / 80 ح 11366، مختصر تاريخ دمشق 23 / 6 رقم 3، كنز العمّال 10 / 216 ح 29140.(2) كان في الأصل: " كشف الحقّ ونهج الصدق "، وما أثبتـناه هو الصواب وفقاً للمصـدر.