فهل ترى هذا الخبر ونحوه يجامع مذهب القوم، والبناء على سلامة الصحابة المخالفين لأمير المؤمنين (عليه السلام)؟! فكيف يكونون هم الفرقـة الناجيـة؟! ومنهـا: ما رواه الحاكم وصحّحه على شرط البخاري ومسلم، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سـتفترق أُمّتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمهم فرقة [قوم] يقيسـون الأُمور برأيهم، فيحرّمون الحلال، ويحلّلون الحرام "(1). وأنت تعلم أنّ أهل القياس عمدة أهل السُـنّة، فكيف يكونون الفرقة الناجيـة؟! ومنهـا: ما رواه الذهبي في " ميزان الاعتدال " بترجمة زيد بن وهب الجهني ـ وصحّحه بظاهر كلامه، واعتبره جدّاً ـ عن حذيفة: " إنْ خرج الدجّال تبعه مَن كان يحبّ عثمان "(2). .. إلى غيرها ممّا لا يحصى من الأخبـار، وسـيمرّ عليك الكثير منها إنْ شاء الله تعالى. وممّا يدلّ على أنّنا نحن الفرقة الناجية: الأحاديث المسـتفيضة ; كحديث السـفينة، وباب حطّة، وحديث الثقلين ـ ونحوها ممّا سـيمرّ عليك ـ فإنّا تعلّقنا بسـفينة النجاة، ودخلنا باب حطّة، وتمسّـكنا بعترة
(1) المستدرك على الصحيحين 4 / 430 [4 / 477 ح 8325] كتاب الفتن. منـه (قدس سره). (2) ميزان الاعتدال 3 / 158 رقم 3034.