ضمن جماعة حاضرين ; لأنّ أصل التوجّه إليه بالطلب سفه! وأمّـا مثال الولد، فليس فيه إلاّ الميل والعزم على الطلب.. قال في " شرح المواقف ": " أمّا نفس الطلب، فلا شكّ في كونه سفهاً، بل قيل: هو غير ممكن ; لأنّ وجود الطلب بدون من يُطلب منه شيء محال "(1). كما إنّ خطاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما هو للحاضرين، ويثبت لمن عداهم بأدلّة اشتراك الأُمّة في التكليف. وأمّـا ما أجاب به عن لزوم الكذب، فمناقشة لفظيّة، ليس لها ـ لو صحّت ـ أثر في دفع الإشكال ; لأنّ المقصود أنّ قوله تعالى في الأزل: ( إنّا نحن نزّلنا الذِكر )(2).. ( إنّا أرسلنا نوحاً )(3) حكم غير مطابق للواقع، يُنزَّه اللهُ تعالى عن مثله، فلا أثر لعدم تسميته كذباً في الاصطلاح. ومنـه يُعلـم بطـلان مـا أُجـيـب بـه، مـن أنّ كلامـه تعـالى في الأزل لا يتّصف بالماضي والحال والاستقبال ; لعدم الزمان، وإنّما يتّصف بذلك بحسب التعلّقات بعد حدوث الأزمنة. وذلك لأنّ عدم صحّة اتّصافه في الأزل بالماضي لا يجعل قوله تعالى في الأزل: ( إنّا أرسلنا نوحاً ) حكماً صادقاً مطابقاً للواقع حتّى يرتفع الإشكال. بـل هذا الجواب قد كشف عن إشكال آخر عليهم، وهو عدم صحّة قولهم: إنّ النفسي مدلول اللفظي، إذ لا يمكن أن يكون ما ليس له زمان
(1) شرح المواقف 8 / 97. (2) سورة الحجر 15: 9. (3) سورة نوح 71: 1.