فإذا فُرض أنّ الله سبحانه أمر بما لم يقدّر ونهى عمّا قدّر، فقد لزم أن يكون آمراً بما لا يرضى ولا يريد، وناهياً عمّا يرضى ويريد ; وهو السفه، تعالى الله عنه وجلّ شأنه. على أنّ تفسيره للإرادة بالتقدير خطأ ; لأنّها صفة، والتقدير فعل! ثـمّ إنّ قوله: " وعند الأشاعرة أنّه تعالى يريد الطاعات ويأمر بها ". غير متّجه ; لأنّه إن قصد كلّ الطاعات فغير صحيح ; لأنّه تعالى عندهم إنّما أراد بعضها، وهو ما أوجده خاصة. وإن أراد بعضها، فذِكره له فضلة ; لأنّ كلام المصنّف رحمه الله تعالى ليس في المراد عندهم من الطاعات، بل في غير المراد الذي لم يتعلّق به الوجود. وإنّما قيّد المصنّف بالدوام في ما نقله عنهم بقوله: " قالوا: إنّ الله تعالى يأمر دائماً بما لا يريد " للإشارة إلى استمرار ترك الطاعات باستمرار الأزمنة، أو إلى أنّ أمْرَه بما لا يريده دائم بدوام ذاته على ما زعموه من الكلام النفسي! والله العالم.