إلاًّ(1) ولا ذمّـة.
نعـم، ربّما يتّـفق أنّ الملوك والناس يتّبعون النبيّـين والعلماء والبراهين، كما اتّفق في زمن الإمام العلاّمة المصنّف أعلى الله مقامه، فإنّ سلطان زمانه السديد لمّا رأى الخلل في مذاهب السُـنّة، طلب المصنّفَ (رحمه الله)من الحلّة الفيحاء، وجمع له الجمّ الغفير من أكابر علمائهم، وأمرهم بالمناظرة بحضرته، ليتّضح الحقّ عياناً.
فتناظَروا، وبانَ الوهن والانقطاع في أُولئك العلماء على رؤوس الأشهاد، وظهر بطلان دينهم في جميع البلاد، فاسـتبصر السلطان وكلّ من سلك لمعرفة الحقّ فجاجاً، وجاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً.
ولم يكن لهذا السلطان العظيم الشأن داع للعدول عن مذهبه، وخلاف ما كان عليه عامّة أهل مملكته، غير حبّ الحقّ والحقيقة، إذ ليس سلطانه محتاجاً إلى ما فعل، بل كان منه على خطر، بخلاف ملوك السُـنّة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّ سلطانهم موقوف على ردّ نصّ الغدير، وجحد الأئمّة الاثني عشر، الّذِين هم أحد الثقلين المسـتمرَّين، اللذَين لا يفترقان حتّى يرِدا على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الحوض.
(1) الإلُّ: كلّ ما له حُرمة وحقّ، كالحِلْف والعَهد والقَرابة والرحِم والجِوار، انظر: الصحاح 4 / 1626، لسان العرب 1 / 186، تاج العروس 14 / 26، مادّة " أَلَلَ".