وهل الأَوْلى أن نقول: إنّه تعالى مرئي يوم القيامة لعباده، ليزداد بذلك شغفه في عبادة ربّه، رجاء أن ينظر إليه يوم القيامة، ولكن هذه الرؤية بلا كيفية كما سترى وتعلم.. أو يقال له: هذا الربّ لا يُنظر إليه في الدنيا ولا في الآخرة؟! وهل الأَوْلى أن يقال: إنّ أنبياء الله تعالى مكرّمون معصومون من الكذب والكبائر، ولكنّهم بشر لا يأمنون من إمكان وقوع الصغائر عنهم، فلا تيأس أنت من عفو الله وكرمه، إن صدر عنك معصية فإنّهم أُسوة الناس، ويمكن أن يقع منهم الذنب، فأنت لا تقنط من الرحمة.. أو يقال له: الأنبياء كالملائكة يستحيل عليهم الذنب، فإذا سمع بشيء من ذنوب الأنبياء، كما جاء في القرآن: ( وعصى آدمُ ربّه )(1) يتردّد في نبوّة آدم ; لأنّه وقع منه المعصية فلا يكون نبيّـاً؟! وهل الأَوْلى أن يقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا بُعث إلى الناس تابعه جماعة من أصحابه، وأقاموا في خدمته وصحبته طول أعمارهم، وقاسوا الشدائد والبلايا في إقامة الدين ودفع الكفرة، وذكرهم الله في القرآن وأثنى عليهم بكلّ خير ورضي عنهم.. ثمّ بعده قاموا بوظائف الخلافة، ونشروا الدين، وفتحوا البلاد، وأظهروا أحكام الشريعة، وأحكموا قواعد الحدود، حتّى بقي منهم الدين، وانحفظت من سعيهم الشريعة إلى يوم الدين.. أو يقال له: إنّ هؤلاء الأصحاب بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خالفوه، ورجعوا إلى الكفر، ولم يهدِ محمّـد (صلى الله عليه وآله) إلاّ سبعة عشر نفراً؟! (1) سورة طـه 20: 121.