كما إنّ ظاهره تسليم اقتضائهما للمدح والذمّ عقلا، لكنّه قال: " إنّ العقل عاجز عن إدراك أقسام المصالح والمفاسد، وعاجز عن إدراك استحقاق الثواب والعقاب على الأفعال من حيث هي " وهو مسلّم في الجملة عند العدليّين، فإنّهم لا يقولون: إنّ جميع الأفعال يدرك العقل حسنها أو قبحها، بل منها ما هو علّة للحكم بالحسن والقبح، كالعدل والظلم.. ومنها ما هو مقتض للحكم كالصدق أو الكذب.. ومنها ما هو يختلف بالوجوه والاعتبارات، والعقل قد يعجز عن إدراك الوجوه. وأمّا تمثيله بشرب الخمر، فغير صحيح عند الإمامية ; لِما أخبرهم به أهل البيت من أنّ الخمر لم يحلّ في شرع من الشرائع(1)، وأهل البيت أدرى بما فيه.