ظاهر، لاستلزامه قدم الحادثات، أو حدوث القدرة. ولمّا أنكر الأشاعرة علّـيّة الأسباب الطبيعية ـ والحال أنّها من أظهر أحوال الموجودات ـ لزمهم نفي الثقة بالموجودات البديهية ـ من المحسوسات وغيرها ـ ودخلوا في السوفسطائية، المخالفين للبديهة. وأمّـا ما ذكره في توجيه جواب الرازي، فمنحلٌّ إلى أنّه إقناعيٌّ خارج عن محلّ الكلام، وأنت تعلم أنّ مثله لا يقع في بحث العلماء. وأمّـا قوله: " ومن أنكر ذلك، فلينكر كون النار برداً وسلاماً على إبراهيم "، فمدفوع بأنّ صريح الآية الكريمة صيرورة النار برداً ـ كما في فرض الرازي ـ، فلا دخل لها بمطلوبه من عدم تأثيرها للإحراق حال حـرارتها.