والصوت إنّما يُدرك بالسمع لا بالبصر... [ولهذا فإنّ فاقد البصر يدرك هذه الأعراض ; ولو كانت مُدرَكة بالبصر لاختلّ الإدراك باختلاله]. وبالجملـة: فالعلم بهذا الحكم لا يقبل التشكيك، وإنّ من شكّ فيه فهو سوفسطائي. ومن أعجب الأشياء: تجويزهم عدم رؤية الجبل الشاهق في الهواء، مع عدم الساتر! وثبوت رؤية هذه الأعراض التي لا تُشاهَد ولا تُدرَك بالبصر! وهل هذا إلاّ عدم تعقّل من قائله؟!(1).
(1) اختلفت النسخ في إيراد هذه الجملة ; ففي المخطوط وطبعة طهران: " وهل هذا الأمر يغفل قائلـه؟! " وفي طبعة القاهرة وإحقاق الحقّ: " وهل هذا إلاّ من تغفّل قائله؟! " ; ولا شكّ أنّ التصحيف قد طرأ عليها على أثر سقوط كلمة " عدم " ; وما أثبتـناه من المصدر هو المناسـب للسـياق.