و تحقيق الحال في هذه المسائل يبتني علىبيان أمور
(منها) ان الجهل هو عدم العلم بنحو العدمالمقابل للملكةلا بنحو السلب المقابل للإيجاب، فما لميكن واقع لا معنى للعلم به تارة و للجهل بهأخرى و عدم العلم بعدم المعلوم لا يكون منالجهل المقابل للعلم، فالاستدلال- لبطلانالإجارة في هذه المسائل بالجهل من حيثالأجرة أو من حيث المنفعة أيضا- بلا وجهكما سيجيء إن شاء اللّه تعالى.و (منها) ان الإبهام له إطلاقات
(أحدها) ما هو المعروف في باب اعتباراتالماهية، فإن النظر إلى الماهية إن كانمقصورا بالقصر الذاتي على الذات وذاتياتها و عدم النظر أصلا إلى ما هو خارجعن مقام الذات كانت الماهية في هذهالمرحلة مبهمة يعبر عنها بالماهية من حيثهي، و لا تستحق في هذه المرحلة إلا حملذاتها و ذاتياتها عليها و هي مرحلة الحد.(ثانيها) الماهية الملحوظة بالقياس إلىالخارج عن مقام ذاتها كالكتابة بالإضافةإلى الإنسان، فإن الإنسان إذا لوحظ مقيساإلى الكتابة و لوحظ لا مقترنا بوجودها و لابعدمها كانت الماهية غير متعينة بتعينالكتابة لا وجودا و لا عدما و هي(1) شرائع الإسلام: كتاب الإجارة في ذيلالشرط الثاني.