و (منها) [أن الأعمال ليس إلا إيجاد تلكالهيئات القائمة بالأعيان]
ان الأعمال- التي لها آثار خارجية فيالأعيان كالخياطة و الصياغة و القصارة وأشباهها- ليس إلا إيجاد تلك الهيئاتالقائمة بالأعيان لا الحركات القائمةبالأيدي و الآلات، فإن الثانية مما يتولدمنه تلك الإيجادات، و الإيجادات الخاصةأفعال توليدية من تلك الأعمال، و الفعلالتوليدي مغاير وجودا للمتولد منه، كما فيالإحراق المتولد من الإلقاء في النار، والبرهان على المغايرة ان الإيجاد و الوجودمتحدان بالذات مختلفان بالاعتبار بمعنىأن تلك الحيثية- التي تطرد العدم بالذات منحيث قيامها بالفاعل بقيام صدوري- إيجادمنه و من حيث قيامها بالماهية- وجودها وإلا فليس هنا موجود ثالث بين وجود العلة ووجود المعلول، و عليه فحيث إن وجود الحرقمباين لوجود الملاقاة فكذا إيجادهماالمعبر عنهما بالإحراق و الإلقاء كل منهمامغاير للآخر، و منه تبين أن إيجاد الخياطةعين وجودها، و الأعمال التي يتولد منهاإيجاد الخياطة و هو فعل الأجير مقدمة لذلكالفعل التوليدي المستأجر عليه و الواقعبإزائه الأجرة، لا أن تلك الأعمال المقدمةهي المملوكة بالإجارة و الواقع بإزائهاالأجرة حتى يقال ان مورد الإجارة يؤثر فيوجود صفة في العين، فإن المؤثر هو المتولدمنه فعل الخياطة و اما فعل الخياطة فهو عينإيجاد تلك الهيئة القائمة بالثوب و هو عينوجودها و المفروض ان الخياطة هي المملوكةبعقد الإجارة.(1) تعليقة المكاسب: ج 2، ص 199.