الثاني من الوجهين-: أن الفضولي غير قاصدحقيقة إلى مدلول اللفظ كالمكره كما صرح بهفي (المسالك). و فيه- انه قاصد للإنشاء و ان علم بعدمترتب الأثر على إنشائه ما لم تلحقهالإجازة، و هذا القدر من القصد كاف فيالصحة التي هي بمعنى القابلية، فهو كبيعالمكره الذي لا إشكال في كونه قاصدا لمعنىالإنشاء حقيقة من الكلام الإنشائي، غيرأنه لم يكن مريدا لوقوع أثره في الخارجفاذا تعقبه الرضا الذي هو شرط الصحة بحكمقوله «تِجارَةً عَنْ تَراضٍ» و غيره، صحعلى المشهور، و ليس إلا لتحقق الإنشاءالمقصود أولا و تحقق الرضا المعتبر فيالصحة بعده، و اعتبار المقارنة بينهمامنفي بالأصل حسبما تكرر بيانه.