شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وفيه تنبيه على أن
الفقير
الصابر أفضل من الغني الشاكر ، وإن فقره عليه الصلاة والسلام كان اختياريا لا اضطراريا إذ عرضت عليه
الدنيا بأسرها فأعرض عنها ولم يقبل شيئا من أسرها ، وقال ، أجوع يوما فأصبر وأشبع يوما فأشكر ثم أتته
الدنيا أيضا بكثرها فلم يلتفت إلى جمعها ولم يرض بمنعها فقام في مقام الإيثار وبذلها على الفجار
والأبرار ( وما زالت الدنيا علينا كدرة وعسرة ) بفتح وكسر فيهما أي متكدرة بحسب الصورة ومتعسرة بسبب
الضرورة ( حتى فارق صلى الله عليه وسلم الدنيا وانتقل ) إلى الدار العليا ، ( فلما فارق محمد صلى الله
عليه وسلم الدنيا ) وتركنا في المحنة والبلايا ( صبت ) بصيغة المجهول أي كبت الدنيا ( علينا صبا كثيرا )
ولم يكن هذا خيرا بالنسبة إلينا ( وفي رواية صب الدنيا علينا صبا ) أي بوضع الظاهر موضع المضمر ( وفي
رواية : " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية من خبز البر ) وهو لا ينافي ما سبق أن
قيد يخبز الشعير ، وإن كان المراد به البر ، فهذا محمول على بعض الأوقات والله أعلم بالحالات .وروى أحمد والترمذي وابن ماجه ، عن ابن عباس أنه عليه السلام كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا هو
وأهله لا يجدون عشاء ، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير وقد بسطنا الدلائل بفتح هذه الفضائل في شرح
الشمائل .وبه ( عن حماد عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ) أي ابن أبي علقمة بلال مولى عائشة أم المؤمنين ، روى عن
أنس بن مالك ، وعن أمه وعنه مالك بن أنس وسليمان بن بلال وغيرهما ( عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما
قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم ) حين انتهاء صلاته ( عن يمينه ) لكونها أشرف جهاته ( قائلا
: