شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وقد روي هذا الحديث بروايات مختلفة ، أي وعبارات مؤتلفة نحو ما تقدم أي في معناه وإن اختلف مبناه
منها ما أخرجه أبو داود وعبد الرزاق في مصنفه بعد قوله ، فيعرض عنه ، فأقبل في الخامسة ، فقال :
أنكتها ، قال نعم ، قال : حتى غاب ذلك منك إلى ذلك منها ، قال نعم ، كما يغيب المرود في المكحلة ،
والرشاء في البير ، قال : نعم ، قال : فهل تدري ما الزنا ؟ قال : نعم ، أتيت منها حراما مثل ما يأتي
الرجل من امرأته حلالا ، قال : فما تريد بهذا القول ؟
قال : أريد أن تطهرني ، فأمر به ، فرجم فسمع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه : انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه
نفسه ، حتى رجم رجم الكلب ، فسكت عنهما ، ثم ساره ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجليه ، فقال : أين
فلان وفلان ؟ فقالا : نحن ذان يا رسول الله ، فقال : أقبلا وكلا من جيفة الحمار ، فقال : أو من يأكل من
هذا يا رسول الله ؟ قال : فما نلتما من عرض أخيكما أنفا أشد من أكل منه والذي نفسي بيده ، إنه الآن لفي
أنهار الجنة يتغمس فيها ، واستدل بهذا الحديث علىاستفسار المقر وكذا الشاهد عن الكيفية ، ومنها ما
أخرجه أبو داود ، عن يزيد بن نعيم بن هزال ، عن أبيه ، قال : كان ماعز بن مالك في حجر أبي ، فأصاب جارية
من الحي ، فقال له أبي : إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت ، لعله أن يستغفر لك ،
فأتاه ، فقال : يا رسول الله ، إني زنيت ، فأقم علي كتاب الله ، فأعرض عنه ، فعاد حتى قالها أربع مرات ،
فقال عليه الصلاة والسلام ، إنك قد قلتها أربع مرات فيمن قال بفلانة ؟
قال : هل ضاجعتها ، قال : نعم ،
قال : هل جامعتها ؟ قال : نعم ، قال : هل باشرتها ؟ قال : نعم ، فأمر به أن يرجم فأخرج إلى الحرة ، فلما
وجد من الحجارة ، خرج يشتد ، فلقيه عبد الله بن أنيس ، وقد عجز أصحابه ، فنزع بوظيف بعير ، فرماه به ،
فقتله ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك له ، فقال له : هلا تركتموه ، لعله أن يتوب فيتوب
الله عليه .