شرح مسند ابی حنیفه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أي من تركها
الم
أموالهم ( وإن تخالطوهم ) أي في حال الأكل ، الآية ( فإخوانكم ) أي فهم إخوانكم حقيقة ، أو حكما ، فإن
المؤمنين أخوة ، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( والله يعلم المفسد ) في أعماله ( من
المصلح ) في أحواله ، وفي هذا وعد ووعيد لمربي اليتيم وأمثاله ( ولو شاء الله لأعنتكم ) أي لأوقعكم في
العنت ، وهو المشقة والمحنة ، بعدم جواز المخالطة .ولكن ما شاءها ، فلم يقع العنت ، لأنه سبحانه قال : ( ليس عليكم في الدين من حرج ) وقال تعالى : ( يريد
الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وقال عز وجل : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) أي طاقتها ( إن الله
عزيز ) أي غالب على أمره ( حكيم ) في تدبيره .وفي تفسير البغوي ، قال ابن عباس ، وقتادة : " لما نزلت الآية : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي
أحسن )
وقوله : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ) الآية تحرج المسلمون من أموال اليتامى تحرجا
شديدا ، أي تحولوا اليتامى عن أموالهم ، حتى كان يصنع لليتيم طعام ، فيفضل منه شئ ، فيتركونه ، ولا
يأكلونه حتى يفسد ، فاشتد ذلك عليهم ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه
الآية : ( قل إصلاح لهم خير ) أي الإصلاح لأموالهم من غير أجرة ولا أخذ عوض خير وأعظم أجرا .قال مجاهد : يوسع عليه من طعام نفسه ، ولا يتوسع من طعام اليتيم ( وإن تخالطوهم ) ، هذا إباحة المخالطة
، أي أن تشاركوهم في أموالهم وتخالطوهم بأموالكم في نفقاتكم ومساكنكم وخدمكم ودوابكم فتصيبوا من
أموالهم عوضا من قيامكم بأمورهم وتكافئوهم على ما تصيبون من أموالهم ( فإخوانكم ) ، والإخوان يعين
بعضهم بعضا ، ويصيب بعضهم من مال بعض على وجه الإصلاح ،
المفسد ) لأموالهم ( من المصلح ) لها ، يعني الذي يقصد بالمخالطة الخيانة ، وإفساد مال اليتيم وآكله
بغير حق من الذي يقصد الإصلاح .